اسم الکتاب : الحسين عليه السلام في مواجهة الضلال الأموي وإحياء سيرة النبي صلّى الله عليه وآله وعلي عليه السلام المؤلف : البدري، سامي الجزء : 1 صفحة : 200
لرأيته يطرد أكثر من
مئتين من الناس ، ثمّ إنّهم تعطّفوا عليه من كلّ جانب فقُتل. قال : فرأيت رأسه في
أيدي رجال ذوي عدّة. هذا يقول : أنا قتلته ، وهذا يقول : أنا قتلته ، فأتوا عمر بن
سعد فقال : لا تختصموا ، هذا لم يقتله سنان واحد ، ففرق بينهم بهذا القول.
شهادة نافع :
قال هشام بن محمد ، عن أبي مخنف قال : حدّثني
يحيى بن هانئ بن عروة أنّ نافع بن هلال كان يُقاتل يومئذ وهو يقول :
أنا الجملي أنا
على دين علي
قال : فخرج إليه رجل يُقال له : مزاحم
بن حريث ، فقال : أنا على دين عثمان. فقال له : أنت على دين شيطان. ثمّ حمل عليه
فقتله.
ثمّ حمل فقتل اثني عشر من أصحاب عمر بن
سعد سوى مَنْ جرح ، ثمّ تكاثروا عليه وأخذوه أسيراً حتّى أتي به عمر بن سعد ، فقال
له عمر بن سعد : ويحك يا نافع! ما حملك على ما صنعت بنفسك؟ قال : إنّ ربّي يعلم ما
أردت. ثمّ قال له والدماء تسيل على لحيته : والله ، لقد قتلت منكم اثني عشر سوى
مَنْ جرحت ، وما ألوم نفسي على الجهد ، ولو بقيت لي عضد وساعد ما أسرتموني.
قال له شمر : أقتله أصلحك الله. قال : أنت
جئت به ، فإن شئت فاقتله. قال : فانتضى شمر سيفه ، فقال له نافع : أما والله ، أن
لو كنت من المسلمين لعظم عليك أن تلقى الله بدمائنا ، فالحمد لله الذي جعل منايانا
على يدي شرار خلقه. فقتله.
هجوم جيش ابن سعد على أصحاب
الحسين عليهالسلام :
ثمّ صاح عمرو بن الحجّاج بالناس : يا
حمقى! أتدرون مَنْ تقاتلون؟ تقاتلون فرسان المصر ، قوماً مستميتين لا يبرزنّ لهم
منكم أحد ؛ فإنّهم قليل وقلّما يبقون ، والله لو لم ترموهم إلاّ بالحجارة
لقتلتموهم. فقال عمر بن سعد : صدقت ، الرأي ما رأيت ، وأرسل إلى الناس
اسم الکتاب : الحسين عليه السلام في مواجهة الضلال الأموي وإحياء سيرة النبي صلّى الله عليه وآله وعلي عليه السلام المؤلف : البدري، سامي الجزء : 1 صفحة : 200