اسم الکتاب : الحسين عليه السلام في مواجهة الضلال الأموي وإحياء سيرة النبي صلّى الله عليه وآله وعلي عليه السلام المؤلف : البدري، سامي الجزء : 1 صفحة : 196
فحملت عليه رجّالة لهم ترميه بالنبل ، فأقبل
حتّى وقف أمام الحسين عليهالسلام.
الحسين عليهالسلام
يكره أن يبدأهم بقتال :
قال أبو مخنف : فحدّثني عبد الله بن
عاصم ، قال : حدّثني الضحّاك المشرقي ، قال : لمّا أقبلوا نحونا فنظروا إلى النار
تضطرم في الحطب والقصب الذي كنّا ألهبنا فيه النار من ورائنا لئلا يأتونا من خلفنا
، إذ أقبل إلينا منهم رجل يركض على فرس كامل الأداة ، فلم يكلّمنا حتّى مرّ على
أبياتنا ، فنظر إلى أبياتنا فإذا هو لا يرى إلاّ حطباً تلتهب النار فيه ، فرجع
راجعاً فنادى بأعلى صوته : يا حسين ، استعجلت النار في الدنيا قبل يوم القيامة. فقال
الحسين عليهالسلام
: «مَنْ هذا؟ كأنّه شمر بن ذي الجوشن». فقالوا : نعم ، أصلحك الله هو هو. فقال : «يابن
راعية المعزى! أنت أولى بها صليّاً». فقال له مسلم بن عوسجة : يابن رسول الله جعلت
فداك ، ألا أرميه بسهم ؛ فإنّه قد أمكنني ، وليس يسقط منّي سهم ، فالفاسق من أعظم
الجبّارين.
فقال له الحسين عليهالسلام : «لا ترمه ؛ فإنّي
أكره أن أبدأهم».
شهادة عبد الله بن عمير
الكلبي :
قال أبو مخنف : خرج يسار مولى زياد بن
أبي سفيان ، وسالم مولى عبيد الله بن زياد فقالا : مَنْ يبارز؟ ليخرج إلينا بعضكم.
قال : فوثب حبيب بن مظاهر وبرير بن خضير.
فقال لهما الحسين عليهالسلام
: «اجلسا».
فقام عبد الله بن عمير الكلبي فقال : أبا
عبد الله ، رحمك الله ، ائذن لي لأخرج إليهما.
فرأى الحسين رجلاً آدم طويلاً ، شديد
الساعدين ، بعيد ما بين المنكبين ، فقال الحسين عليهالسلام
: «إنّي لأحسبه للأقران قتّالاً ، اخرج إن شئت». فخرج إليهما وقتلهما.
فأخذت أمّ وهب امرأته عموداً ثمّ أقبلت
نحو زوجها تقول له : فداك أبي وأمّي! قاتل دون الطيبين ذرّيّة محمد. فأقبل إليها
يردّها نحو النساء ، فأخذت تجاذب ثوبه.
اسم الکتاب : الحسين عليه السلام في مواجهة الضلال الأموي وإحياء سيرة النبي صلّى الله عليه وآله وعلي عليه السلام المؤلف : البدري، سامي الجزء : 1 صفحة : 196