اسم الکتاب : الحسين عليه السلام في مواجهة الضلال الأموي وإحياء سيرة النبي صلّى الله عليه وآله وعلي عليه السلام المؤلف : البدري، سامي الجزء : 1 صفحة : 192
ويخذل فيه الصديق ، ويشمت
فيه العدو ، أنزلته بك وشكوته إليك ؛ رغبة منّي إليك عمّنْ سواك ففرَّجته وكشفته ،
فأنت ولي كلّ نعمة ، وصاحب كلّ حسنة ، ومنتهى كلّ رغبة».
خطاب الحسين عليهالسلام
يوم العاشر :
ثمّ اتّجه إلى القوم وخاطبهم : «أيّها
الناس ، اسمعوا قولي ولا تعجلوني حتّى أعظكم بما لحقّ لكم عليَّ ، وحتى أعتذر
إليكم من مقدمي عليكم ؛ فإن قبلتم عذري ، وصدّقتم قولي ، وأعطيتموني النصف كنتم
بذلك أسعد ، ولم يكن لكم عليّ سبيل ، وإنْ لم تقبلوا منّي العذر ، ولم تعطوا النصف
من أنفسكم ، فأجمعوا أمركم وشركاءكم ثمّ لا يكن أمركم عليكم غمّة ثمّ اقضوا إليّ
ولا تنظرون ، إنّ وليي الله الذي نزّل الكتاب وهو يتولّى الصالحين ...».
وحمد الله وأثنى عليه ، وذكر الله بما
هو أهله ، وصلى على محمد صلىاللهعليهوآله
وعلى ملائكته وأنبيائه ، فذكر من ذلك ما الله أعلم ، وما لا يحصى ذكره.
قال : فوالله ما سمعت متكلّماً قطّ قبله
ولا بعده أبلغ في منطق منه.
ثمّ قال : «عباد الله ، اتقوا الله
وكونوا من الدنيا على حذر ؛ فإنّ الدنيا لو بقيت لأحد وبقي عليها أحد كانت
الأنبياء أحقّ بالبقاء ، وأولى بالرضا ، وأرضى بالقضاء ، غير أنّ الله تعالى خلق
الدنيا للبلاء ، وخلق أهلها للفناء ؛ فجديدها بالٍ ، ونعيمها مضمحلّ ، وسرورها
مكفهر ، والمنزل بلغة ، والدار قلعة ، فتزوّدوا فإنّ خير الزاد التقوى ، واتقوا
الله لعلكم تفلحون» [١].
ثمّ قال : «أمّا بعد ، فانسبوني فانظروا
مَنْ أنا؟ ثمّ ارجعوا إلى أنفسكم وعاتبوها فانظروا هل يحلّ لكم قتلي وانتهاك حرمتي؟
ألست ابن بنت نبيكم صلىاللهعليهوآله وابن وصيه وابن
عمّه ، وأوّل المؤمنين بالله ، والمصدق لرسوله بما جاء به من عند ربّه؟
اسم الکتاب : الحسين عليه السلام في مواجهة الضلال الأموي وإحياء سيرة النبي صلّى الله عليه وآله وعلي عليه السلام المؤلف : البدري، سامي الجزء : 1 صفحة : 192