اسم الکتاب : الحسين عليه السلام في مواجهة الضلال الأموي وإحياء سيرة النبي صلّى الله عليه وآله وعلي عليه السلام المؤلف : البدري، سامي الجزء : 1 صفحة : 165
الشمس في يميني ، والقمر
في شمالي على أن أترك هذا الأمر ما تركته حتّى يظهره الله ، أو أهلك دونه» [١]. والقضية واحدة عند النبي صلىاللهعليهوآله وعند الحسين عليهالسلام ، قريش أرادت من
النبي صلىاللهعليهوآله
أن يترك دعوة التوحيد ويقرّ عبادة الأصنام ، وبنو أميّة يريدون من الحسين عليهالسلام أن يترك أحاديث
جدّه في أهل بيته الذين عيّنهم بأمر الله تعالى حججاً على الناس وأئمّة هدى لتموت
، وتحلّ بدلها أحاديث كاذبة قيلت على لسانه في خلفاء بني اُميّة على أنّهم حجج
الله وأئمّة الهدى ليتديَّن بها الناس على أنّها الحقّ.
الكوفة المستضعفة تستجيب
للحسين عليهالسلام :
وكما كان جدّ الحسين عليهالسلام النبي الأكرم صلىاللهعليهوآله يعرض نفسه على
القبائل في موسم الحجّ فلم يستجب له غير أهل المدينة وفازوا بنصرته ، وبعث النبي صلىاللهعليهوآله معهم مصعباً ، فأوجد
جوّاً عاماً في المدينة ، وجاء وجوههم وبايعوا النبي صلىاللهعليهوآله
على النصرة والقتال ودعوه إلى المدينة ، ولمّا عرفت قريش بذلك صمّمت على قتل النبي
صلىاللهعليهوآله
غيلة ، وأوحى الله تعالى له بذلك فترك مكّة ليلاً وسار أياماً ، وبعثت قريش خلفه
أُناساً ليقتلوه ، ثمّ أدركه الطلب فالتجأ إلى غار ثور ، وبعث الله تعالى الحمامة
والعنكبوت لتنسج على باب الغار ، وبذلك أنقذ الله تعالى نبيّه من قتل محتّم ، ووصل
النبي صلىاللهعليهوآله
إلى أنصاره وقاتل بهم قريشاً حتّى نصره الله تعالى وبلّغ رسالته.
كذلك قيَّض الله تعالى للحسين عليهالسلام بقايا وجوه شيعة
أبيه من أهل الكوفة ، هؤلاء الذين كانوا عماد حركته التبليغيّة السرّية زمن معاوية
، وتحمّلوا القتل والسجن والتشريد من أجلها ، دعوه إلى بلدهم ، وبعث معهم ابن عمّه
مسلم بن عقيل يتحرّك باسمه بين الناس سرّاً [٢]
، وأوجد جوّاً عاماً لنصرة الحسين عليهالسلام
، ثمّ خرج إلى مكّة وجوه منهم يبايعون
[٢] قال ابن سعد (في
الناقص من الطبقات ١ / ٤٥٨) : فقدم مسلم بن عقيل الكوفة مستخفياً ، وأتته الشيعة.
وأكّد ذلك القاضي النعمان المغربي في كتابه (شرح الأخبار ٣ / ١٤٣) ، قال : وكان
مسلم بن عقيل رحمهالله
قد بايع له جماعة من أهل الكوفة في استتارهم.
اسم الکتاب : الحسين عليه السلام في مواجهة الضلال الأموي وإحياء سيرة النبي صلّى الله عليه وآله وعلي عليه السلام المؤلف : البدري، سامي الجزء : 1 صفحة : 165