اسم الکتاب : الحسين عليه السلام في مواجهة الضلال الأموي وإحياء سيرة النبي صلّى الله عليه وآله وعلي عليه السلام المؤلف : البدري، سامي الجزء : 1 صفحة : 155
الذي له أروع
السابقات في الإسلام ، وأعظم المنزلة عند الله ورسوله ، وملاحقة مَنْ يُعرف بحبّه
وولائه له.
وأقلّ ما يُقال في يزيد بن معاوية : إنّه
رجل طالب ملك ودنيا ، ورجل شهوات وملذّات. وتعتبر هذه السياسة هي الطريق الوحيد
لكي يتبوّأ موقع الحكم في المجتمع الإسلامي والدولة الإسلاميّة المترامية الأطراف
، وبالتالي فهو سوف لن يتساهل في تطبيق هذه السياسة ؛ لأنّ الملك عقيم كما يُقال ،
وسوف يقتل أيّ شخص معارض لتلك السياسة مهما كانت منزلته. وبين يديه تجربة أبيه حين
قتل الصحابي حجر بن عدي جهاراً ، وحجر قد أجمعت كلمة علماء المسلمين قاطبة على
إجلاله واحترامه ، ولم يكن له ذنب سوى أنّه عارض هذه السياسة بلسانه لا غير.
الموقف المترقّب من الحسين عليهالسلام
إزاء السياسة الاُمويّة :
وليس من شك أنّ الحسين عليهالسلام وهو في منزلته
المعروفة من النبي صلىاللهعليهوآله
الذي يقول فيه : «حسين منّي وأنا من حسين» ، لا يترقّب منه أن يقرّ تلك السياسة ، أو
يقف منها موقفه زمن معاوية بل المترقّب منه هو رفضها ، والعمل على كسرها مهما كان
ثمن الرفض غالياً.
ومن هنا كان موقفه واضحاً من اليوم
الأوّل ، وهو رفض بيعة يزيد «لو لم يكن في الدنيا ملجأ ولا مأوى لما بايعت يزيد» [١].
وممّا لا شك فيه أنّ ثمن هذا الموقف
الرافض للبيعة هو القتل ، إلاّ أن يتوفّر له أهل بلد من البلدان الإسلاميّة
يبايعونه على حمايته ونصرته ، وهذا معناه أن يتعرّض ذلك البلد إلى جيش أهل الشام ،
ويجري عليه ما جرى على أهل المدينة حين ثاروا بقيادة عبد الله بن حنظلة على يزيد ،
وأخرجوا واليه ومَنْ كان بالمدينة من بني اُميّة ، أو ينصره الله تعالى كما نصر
نبيّه على قريش بعد عدّة وقائع جرت بينه وبينها.
اسم الکتاب : الحسين عليه السلام في مواجهة الضلال الأموي وإحياء سيرة النبي صلّى الله عليه وآله وعلي عليه السلام المؤلف : البدري، سامي الجزء : 1 صفحة : 155