اسم الکتاب : الحسين عليه السلام في مواجهة الضلال الأموي وإحياء سيرة النبي صلّى الله عليه وآله وعلي عليه السلام المؤلف : البدري، سامي الجزء : 1 صفحة : 132
الحرّة ، وإباحة
المدينة ثلاثة أيام للجند ، وضرب بيت الله بالمنجنيق ، كان نتيجة طبيعية للتربية
المنحرفة التي أرسى دعائمها معاوية وولاته ، ومن سار في ركبه من وضّاعي الحديث ، وخطباء
الجمعة والقصّاصين [١].
خلاصة بما قام به معاوية
وولاته :
١ ـ بنى معاوية بشكل عام قوّة عسكرية ، وأجهزة
ضبط داخلي (الشرطة) خالصة الولاء له ، معادية لعلي وأهل بيته عليهمالسلام.
٢ ـ عني بالكوفة مركز التشيع لعلي عليهالسلام عناية خاصّة ، فغيّر
نظام الأسباع فيها إلى نظام الأرباع ، وأخلاها من وجوه أصحاب علي البارزين قتلاً
وسجناً ونفياً ، وصفّاها من كثافتها الشيعية بتهجير خمس وعشرين ألف بعوائلهم ، كما
صفّى جيشها من كلّ متّهم بحبّ علي فضلاً عن كلّ شيعي ، واعتمد الحمراء والبخارية
مادة أساسية لجهاز الشرطة فيها.
٣ ـ أوجد حركة دينية فكرية وسياسية
واجتماعية مضادّة لعلي وأهل بيته عليهالسلام
تقوم على أساسين :
الأوّل : لعن علي عليهالسلام والبراءة منه بعد
كلّ صلاة جمعة بصفته ملحداً في الدين (أي محرفاً فيه) ، والمنع من ذكر أحاديث
النبي صلىاللهعليهوآله
في علي وأهل بيته عليهمالسلام
في المدارس والمحافل العامة والمساجد ، والحثّ على وضع روايات على لسان النبي صلىاللهعليهوآله تمدح معاوية وعثمان
وبني اُميّة وغيرهم ، ووضع أحاديث كاذبة في علي وأهل بيته عليهمالسلام تسوّغ لعنهم
والبراءة منهم.
[١] لم يكن يسمح
معاوية لقاصّ يقصّ من دون إجازة منه ، روى البلاذري (ق ٤ ج ١ / ٤٥) بسنده عن أبي
عامر الهوزني قال : حججنا مع معاوية ، فلمّا قدمنا مكة أخبر برجل قاصّ يقصّ على
أهل مكة ، وكان مولى لبني مخزوم ، فقال له معاوية : أمرت بالقصص؟ قال : لا. قال : فما
حملك على أن تقصّ بغير إذن؟ قال : إنّما ننشر علماً علّمناه الله. قال : لو كنت
تقدّمت إليك لقطعت طابقاً منك.
اسم الکتاب : الحسين عليه السلام في مواجهة الضلال الأموي وإحياء سيرة النبي صلّى الله عليه وآله وعلي عليه السلام المؤلف : البدري، سامي الجزء : 1 صفحة : 132