اسم الکتاب : الحسين عليه السلام في مواجهة الضلال الأموي وإحياء سيرة النبي صلّى الله عليه وآله وعلي عليه السلام المؤلف : البدري، سامي الجزء : 1 صفحة : 110
إلى معاوية ، وهو
أوّل رأس يحمل في الإسلام ، بعث به معاوية إلى آمنة ، فقالت : لقد نفيتموه (الصحيح
غيبتموه) طويلاً ، وأهديتموه قتيلاً ، فمرحباً به من هدية غير مقلية. ونفاها
معاوية إلى حمص فماتت بحمص [١].
وكان آخر ما عزم على فعله زياد في
الكوفة سنة ثلاث وخمسين ، هو أن جمع الناس فملأ منهم المسجد والرحبة والقصر ؛
ليعرضهم على البراءة من علي عليهالسلام[٢] ، فمَنْ أبى
ذلك عرضه على السيف [٣].
ولكن الله تعالى قد سلط عليه الطاعون
أشغله عنهم ، ومات بعدها بأيّام [٤].
رشيد الهجري :
كان ممّن صلبه زياد على باب دار عمرو بن
حريث ، وقطع لسانه [٥].
[١] أنساب الأشراف ـ
القسم الرابع ، الجزء الأوّل / ٢٧٣.
[٤] قال البلاذري (في
أنساب الأشراف ق ٤ ج ١ / ٢٧٨) : كان زياد عند معاوية وقد وقع الطاعون بالعراق ، فقال
له : إنّي أخاف عليك يا أبا المغيرة الطاعون. فلمّا صار إلى العراق طعن ، فمكث
شهراً فمات ، قال عبد الرحمن بن السائب : فإنّي لمع نفر من الأنصار والناس في أمر
عظيم ، قال : فهوّمت تهويمة (التهويم : أن يأخذ الرجل النعاس حتّى يهتز الرأس) ، فرأيت
شيئاً مثل عنق البعير ، أهدب أهدل (الأهدل : الساقط الشفة ، وبعير هدِل إذا كان
طويل المشفر مسترخيه) ، فقلت : ما أنت؟ قال : أنا النقّاد ذو الرقبة بُعثت إلى
صاحب هذا القصر. فاستيقظت فزعاً ، فقلت لأصحابي : هل رأيتم ما رأيت؟ قالوا : لا.
فأخبرتهم. قال : ويخرج علينا خارج من القصر ، فقال : إنّ الأمير يقول لكم : انصرفوا
عنّي فإنّي عنكم مشغول. وإذا الطاعون قد ضربه.
فأنشأ عبد الرحمن بن السائب
يقول :
ما كان منتهياً
عمّا أراد بنا
حتّى تناولهُ
النقّادُ ذو الرقبهْ
فأثبتَ الشقّ منه
ضربةً ثبتتْ
كما تناول ظلماً
صاحب الرحَبهْ
قال المسعودي : يعني بصاحب
الرحبة علي بن أبي طالب عليهالسلام (مروج الذهب ٣ / ٦).
[٥] قاموس الرجال ـ
ترجمة رشيد الهجري. أنساب السمعاني : قال الهجري (بفتح الهاء والجيم) هذه النسبة
إلى هجر بلدة من اليمن معروفة يُنسب إليها كثير ، منهم رشيد الهجري ، كان يؤمن
بالرجعة ، قطع زياد لسانه وصلبه. وكذلك لسان الميزان ـ لابن حجر. وفي تذكرة
الحفّاظ ـ للذهبي قال : قتل زياد رشيداً الهجري لتشيّعه ، فقطع لسانه وصلبه.
اسم الکتاب : الحسين عليه السلام في مواجهة الضلال الأموي وإحياء سيرة النبي صلّى الله عليه وآله وعلي عليه السلام المؤلف : البدري، سامي الجزء : 1 صفحة : 110