ولئن ذهبَ قولُهم : «المرءُ يُحْفَظُ في
ولده» مثلاً سائراً فإنّ لذلك أصلاً قرآنياً
أدّب الله به عباده المؤمنين على لسان عبده الصالح الخضر ، حيث أقام الجدار الذي
كان للغلامين اليتيمين في المدينة ، معلّلاً بأنّه (كَانَ أَبُوهُمَا
صَالِحاً)
سورة الكهف ، الآية ٨١.
فلصلاح أبيهما استحقّ الغلامانِ تلك
الخدمة من الخضر. لكنّ كثيراً ممن ينتسب إلى أُمّة النبيّ محمّد (صلّى الله عليه
وآله) ، لم يُكرموا آلَ محمّد (عليهم السّلام) من أجل الرسول ، ولم تُمهل الأُمّة
أهلَ البيت (عليهم السّلام) أكثر من أن يُغمِضَ الرسولُ (صلّى الله عليه وآله) عينيه
ولمّا يُقْبر جسده الشريف ، عَدَوْا على آله فغصَبُوا حقّهم في خلافته ، ثم
انهالوا عليهم بالهتك والضرب حتّى أقدموا على إضرام النار في دار الزهراء (عليها
السّلام) ابنته ، وأسقطوا جنينها ، وأغضبوها ، حتّى قضت الأيّام القلائل بعد أبيها
معصّبةَ الرأس ، مكسورة الضلع ، يُغشى عليها ساعة بعد ساعة ، وماتت بعد شهور فقط
من وفاة أبيها ، وهي لهم قالية!
وما كان نصيب الغلامين السبطين الحسن
والحسين من الأمّة بأفضل من ذلك!