responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الحسين عليه السلام سماته وسيرته المؤلف : الحسيني الجلالي، السيد محمد رضا    الجزء : 1  صفحة : 52

وسننه ومصادر معرفته وفكره.

فأصبحتْ الأُمّةُ لا تعرف أنّ لآل محمّد (صلوات الله وسلامه عليهم) فقهاً يتّصِل بأوضح السُبُل وأصحّ الطرق برسول الله (صلّى الله عليه وآله) مُباشرةً ، ويستقي أحكامه من الكتاب والسُنّة من دون الاتّكال على الرأي والظنّ ، بل بالاعتماد على اُصول علميّة يقينيّة.

وأمست الأُمّةُ لا تعرفُ أنّ علوم آل محمّد (صلّى الله عليه وآله) محفوظة في كنوز من التُراث الضخم الفخم ، يتداوله أتباعهم حتّى اليوم.

ولكنْ لمّا كُتبتْ السُنّة الشريفة وجُمعت ودُوّنت ، وبرزت للناس المجموعة الكبيرة من أحاديث الرسول (صلّى الله عليه وآله) الداعية إلى «حُبّ آل محمّد» وقفَ الخلفُ على حقيقة مُرّة ، وهي : كيف كان موقف السَّلف من «آل محمّد»؟ وأين موقع «آل محمّد» في الإسلام حكماً وإدارةً ، وفقهاً وتشريعاً؟

فأين الحبُّ الذي أمر به الرسولُ (صلّى الله عليه وآله) لأهل بيته (عليهم السّلام)؟!

وكيف لا نجد في التاريخ من آل محمّد إلاّ مَن هو مقتول بالسيف أو بالسمّ ، أو معذّب في قعر السجون وظُلَمِ المطامير ، أو مُشَرَّد مطارَدٌ ، أو مُهانٌ مبعد؟!

فكيفَ يكونُ البُغضُ الذي نهى عنه الرسول (صلّى الله عليه وآله) لأهل بيته (عليهم السّلام) إن لم يكن هكذا؟!

فلّما وقفَ الجيلُ المتأخّر على هذه الحقيقة المرّة ، وخوفاً من انكشاف الحقائق ، ولفظاعة أمر البغض المعلن ، ولكي لا تحرقهم ناره المتوعّد بها ، لجؤوا إلى تحريف وتزوير انطلى على أجيال متعاقبة من أُمّة الإسلام.

وهو ادّعاء «حُبّ آل الرسول» مجرّد اسم الحُبّ الفارغ من كلّ ما يؤدي إلى إعطاء حقّ لهم في الحكم والإدارة ، أو الفقه والتشريع.

اسم الکتاب : الحسين عليه السلام سماته وسيرته المؤلف : الحسيني الجلالي، السيد محمد رضا    الجزء : 1  صفحة : 52
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست