فِداءٌ لمَثواكَ مِنْ مَضجعِ
تَنوّرَ بالأبلجِ الأروَعِ
بأعبقَ من نَفَحاتِ الجِنانِ
رَوحاً ومن مِسكها أضوَعِ
ورَعياً ليَومِكَ يومِ (الطُفوفِ)
وسقياً لأرضِكَ مِن مَصْرَعِ
وحُزناً عليكَ بِحَبسِ النُفوسِ
على نهجِكَ النيِّرِ المَهيَعِ
وصَوناً لمجدِك مِنْ أن يُنال
بما أنتَ تأباهُ مِنْ مُبدَعِ
تعاليتَ من مُفزِعٍ للحتُوف
وبُورِكَ قَبرُكَ مِن مَفزَعِ
شَمَمتُ ثَراكَ فَهَبَّ النسيمُ
نَسيمُ الكَرامةِ مِن بلقَعِ
وعفّرتُ خدّي بحَيثُ استراح
خَدٌّ تَفَرَّى ولمْ يَضْرَعِ
وخِلتُ وقد طارَتِ الذّكرَيات
بِروحِي إلى عالَمٍ أرْفَعِ
وطُفْتُ بِقَبْركَ طَوْفَ الخَيالِ
بِصَومَعَةِ المُلهِمِ المُبدعِ
كأنَّ يَداً من وَراءِ الضّريح
حَمراءَ مَبْتُورَةَ الإصبِعِ
تَمُدُّ إلى عَالَمٍ بالخُنوع
والضّيمِ ذيِ شَرَقٍ مُترعِ
لتُبدِلَ مِنهُ جَديبَ الضّميرِ
بآخَر مُعشوشِبٍ مُمرِعِ
ويا بنَ التي لم يَضَعْ مِثلُها
كَمِثلِكَ حَملاً ولم يُرضعِ
ويابنَ البطين بِلا بِطنَةٍ
ويابن الفَتَى الحاسِرِ الأنزَعِ
ويا غُصْنَ (هاشم) لم يَنفَتِحْ
بأزهر مِنكَ ولم يُفرعِ
تَمَثّلتُ (يَومَكَ) في خاطِري
وَوَددتُ (صَوْتَك) في مَسمَعي
وجدّتُكَ في صُورةٍ لم أُرَعْ
بأعظَمَ مِنها ولا أروعِ
وأن تُطعِمَ المَوتَ خَيْرَ البنينَ
مِنَ (الأكهلين) إلى الرُّضَّعِ