لقد كانت هذه
القصيدة صفعة قاسية على هشام نزلت على رأسه كالصاعقة ، تحدى بها الفرزدق سلطان
أولئك الحكام الجبابرة المعتزين بملكهم وجيوشهم وأموالهم وقصورهم ولكن فاتهم أن كل
ذلك لم يغنهم شيئا في ذلك الموقف الذي تتدافع فيه الجماهير من كل حدب وصوب متسابقة
للمس الحجر الأسود حتى إذا أقبل الإمام زين العابدين (ع) وقف له الناس إجلالا
وتعظيما وأفرجوا له الطريق واستلم الحجر وقبله بكل يسر. ولما قضى الإمام حاجته
وترك المكان عاد الناس يتسابقون ويتدافعون ؛ هذا وأهل الشام ينظرون إلى هذا المشهد
الغريب وينتظرون من يعرفهم بذلك الشاب الذي هابه الناس وعظموه بعد أن تجاهله
خليفتهم وظهر مخجولا أمام أهل الشام ، بعد أن كان يزعم لهم أنه هو وأسلافه
الأمويون هم آل الرسول الذي أمر الله بمودتهم وما كان يتوقع هذه الصفعة القوية من
أبي فراس.