responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الإمام السجّاد جهاد وأمجاد المؤلف : حسين الحاج حسن    الجزء : 1  صفحة : 263

وعلى المؤمن أن يسأل مؤمنا مثله لأن السؤال إلى غير أهله مذلة ومهانة. وفي هذا قال أمير المؤمنين (ع) مخاطبا المؤمن : « ماء وجهك جامد يقطره السؤال فانظر عند من تقطره ».

والإمام زين العابدين (ع) يعلم المسؤول كيف يجب أن يتعامل مع السائل ، يعلمه كيف يواجه الموقف بنفس راضية فيقول : وأما حق السائل فإعطاؤه إذا تهيأت صدقة. وأما إذا شك المسؤول في صدق السائل فلا يقابله بالجفاء بل يعامله بالعقل والروية والكلمة الطيبة ، فلعل الوسوسة والشك إنما هما من الشيطان الذي يوسوس في صده ويمنعه عن ممارسة الخير وفعله وإذا لم يستطيع مقاومته وحال بينه وبين العطاء فلتكن كلمة المواساة والستر عليه وليكن الرد الجميل اللين.

٤٦ ـ حق المسؤول :

« وأما حق المسؤول فحقه إن أعطي قبل منه ما أعطى بالشكر له والمعرفة لفضله وطلب وجه العذر في منعه وأحسن به الظن وأعلم أنه إن منع فماله منع ، وإن ليس التثريب في ماله ، وإن كان ظالما فإن الإنسان لظلوم كفار .. ».

يتعرض الإمام هنا إلى حق المسؤول الذي أعطى وبذل ووهب والذي يمر بأشكال مختلفة ووجوه متعددة فتارة غني مترف وأخرى فقير مسكين ، وتارة كريم سخي وأخرى بخيل غني والمسؤول يعطي عن طواعية ويشعر مع المحتاج همومه وآلامه ويمد يده ليقدم ما منحه الله من خير وعطاء. فمن أوليات حقوق السائل أن يقابل المسؤول بالشكر والدعاء له فيما إذا أكرمه وأعطاه ، وإذا منعه فليحسن الظن به.

أما الإنسان القادر الذي يمنع السائل مع القدرة على عطائه فإنما يحجب ماله عن نفسه ويحرمها منه لأن الله قد أعد للمتصدقين الثواب الجزيل والأجر العميم.

اسم الکتاب : الإمام السجّاد جهاد وأمجاد المؤلف : حسين الحاج حسن    الجزء : 1  صفحة : 263
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست