اسم الکتاب : الإمام السجّاد جهاد وأمجاد المؤلف : حسين الحاج حسن الجزء : 1 صفحة : 144
إن الأرض بما فيها
من العجائب كالجبال والأودية والبحار والأنهار والمعادن المختلفة الأنواع وغير ذلك
، من أعظم الأدلة وأوضحها على وجود الخالق العظيم الحكيم ، قال تعالى : ( إِنَّا
كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْناهُ بِقَدَرٍ ) [ القمر : الآية ٤٩ ].
كما استدل الإمام (ع)
على عظمة الخالق سبحانه وتعالى بخلقه السماء وما تحوي من شمس وقمر وسائر الكواكب
التي تنير هذه الأرض بأنوارها. وكلنا يعلم ما لأشعة الشمس من أثر بالغ في تكوين
الحياة النباتية. وما لأشعة القمر من أثر على البحار في مدها وجزرها ، وكذلك الحال
بالنسبة لسائر الكواكب فإن لأشعتها هي أيضا الأثر التام في منح الحياة العامة
لجميع الموجودات الحيوانية والنباتية في الأرض وما نلفت إليه أن هذه الظواهر
الكونية لم تكتشف إلا في هذه العصور الحديثة إلا أن الإمام زين العابدين (ع) ألمح
إليها في كلامه ، فكان بلا ريب هو وأبناؤه وآباؤه المعصومون الرواد الأوائل الذين
رفعوا راية العلم وساهموا مساهمة فعالة في تكوين الحضارة الإنسانية.
ثم أشار الإمام (ع)
إلى العناية الإلهية في سقوط المطر وكيف يتساقط بصورة رتيبة وفي أوقات خاصة ، وذلك
لإحياء الأرض ، وإخراج الثمرات والطيبات. ولو هطلت هذه الأمطار دفعة واحدة لأهلك
الحرث والنسل. قال تعالى : ( وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ
إِلاَّ عِنْدَنا خَزائِنُهُ وَما نُنَزِّلُهُ إِلاَّ بِقَدَرٍ مَعْلُومٍ )[١].
وبعدما أقام
الإمام (ع) الأدلة المحسوسة على وجود الخالق الحكيم دعا إلى عبادته سبحانه وتعالى
ونبذ الأصنام والأوهام التي تشل الفكر وتعيق حركة الوعي وتفقد أي قدرة على تصريف
شؤون الحياة وإدارة هذا الكون إدارة حكيمة عادلة.