اسم الکتاب : الإمام السجّاد جهاد وأمجاد المؤلف : حسين الحاج حسن الجزء : 1 صفحة : 138
يسمعه أحد إلا
ويتأثر به ، يقول الرواة : « إن السقائين الذين يمرون ببابه كانوا يقفون لاستماع
صوته » [١].
ولا ريب أن الإمام
السجاد (ع) لم يقرأ القرآن الكريم قراءة عابرة ، وإنما كان يتلو آياته بتدبر
وإمعان ، ويتأمل تأملا هادئا بما انطوت عليه من كنوز الحكمة وأنوار المعرفة. وهو
القائل (ع) : « آيات القرآن خزائن كلما فتحت خزانة ينبغي لك أن تنظر ما فيها » [٢].
وعندما يختم
القرآن الكريم كان يدعو الله مبتهجا بهذا الدعاء الشريف :
« اللهم إنك
أعنتني على ختم كتابك الذي أنزلته نورا وجعلته مهيمنا على كل كتاب أنزلته ، وفضلته
على كل حديث قصصته ، وفرقانا فرقت به بين حلالك وحرامك وقرآنا أعربت به عن شرائع
أحكامك ، وكتابا فصلته لعبادك تفصيلا ، ووحيا أنزلته على نبيك محمد صلواتك عليه
وآله تنزيلا ، وجعلته نورا نهتدي من ظلم الضلالة والجهالة باتباعه ، وشفاء لمن
أنصت بفهم التصديق إلى استماعه ، وميزان قسط لا يحيف [٣] عن الحق لسانه ،
ونور هدى لا يطفأ عن الشاهدين برهانه ، وعلم نجاة لا يضل من أمّ قصد سنته ، ولا
تنال أيدي الهلكات من تعلق بعروة عصمته. ويتابع دعاءه (ع) :
اللهم فإذا أفدتنا
المعونة على تلاوته ، وسهلت جواسي [٤] ألسنتنا بحسن عبادته فاجعلنا ممن يرعاه حق رعايته ، ويدين
لك باعتقاد التسليم لمحكم آياته ، ويفزع إلى الإقرار بمتشابهه ، وموضحات بيناته ،
اللهم إنك أنزلته على نبيك محمد صلىاللهعليهوآلهوسلم ، وألهمته علم عجائبه مكملا ، وورثتنا علمه مفسرا ،
وفضلتنا على من جهل علمه ، وقويتنا عليه