اسم الکتاب : الإمام الرضا عليه السلام سيرة وتاريخ المؤلف : الذهبي، عباس الجزء : 1 صفحة : 60
الرضا عليهالسلام للإمامة ليس هو الحب فحسب ، والا فقد
كان الكاظم عليهالسلام ـ على حد
قوله الشريف ـ يحب ولده «القاسم» ويرأف به ، وانما الإمامة جعل إلهي ، ينص اللّه تعالى
على من يرتضيه لدينه ، ويكون الاصلح من بين خلقه. ومن هنا نجد أن الإمام الكاظم عليهالسلام عند قرب أجله أوصى صريحا بولده الرضا عليهالسلام ، وبيّن أنه يجمع بين خصائص أو سمات
إمامين يشاركونه في الاسم ، قال الإمام الكاظم : « إني أُؤخَذ هذه السنّة ، والأمر
إلى ابني عليّ سميّ عليّ وعليّ ، فأمّا عليّ الأول فعلي بن أبي طالب عليهالسلام وأما عليّ الآخر فعلي بن الحسين عليهماالسلام ، اُعطي فهم الأول وحكمته وبصره وودّه
ودينه ومحنته ، ومحنة الآخر وصبره على مايكره ، وليس له أن يتكلم إلاّ بعد موت
هارون بأربع سنين »[١].
خامساً : أسلوب
الترغيب والترهيب
لقد استخدم الإمام الكاظم عليهالسلام هذا الأسلوب في تثبيت إمامة ولده من
بعده ، لاسيما وأن النفس البشرية تسير على خطى الخوف والرجاء ، فمن جانب حبب لشيعته
طاعته ، وافصح عن الثواب الجزيل الذي ينتظر من أقرّ بإمامته :
عن المفضل بن عمر ، قال : دخلت على أبي
الحسن موسى بن جعفر عليهالسلام
وعلي ابنه في حجره .. قال : قلت هو صاحب هذا الأمر من بعدك؟ قال : « نعم ، من
أطاعه رشد ، ومن عصاه كفر »[٢].