اسم الکتاب : الإمام الرضا عليه السلام سيرة وتاريخ المؤلف : الذهبي، عباس الجزء : 1 صفحة : 193
له : كيف طابت نفس
المأمون بقتل الرضا عليهالسلام
مع إكرامه ومحبته له وماجعل له من ولاية العهد بعده؟
فقال : إن المأمون إنما كان يكرمه
ويحبّه لمعرفته بفضله ، وجعل له ولاية العهد من بعده ليرى الناس انه راغب في
الدنيا فيسقط محلّه من نفوسهم ، فلما لم يظهر منه في ذلك للناس إلاّ ما ازداد به
فضلاً عندهم ومحلاً في نفوسهم .. وكان الناس يقولون : واللّه انه أولى بالخلافة من
المأمون ، وكان أصحاب الأخبار يرفعون ذلك إليه فيغتاظ من ذلك ويشتد حسده له[١].
ثالثاً ـ دسيسة
الفضل بن سهل وأخيه
المفارقة العجيبة أن الفضل بن سهل الذي
عده البعض سببا ـ كما أسلفنا ـ لإقدام المأمون على إلزام الإمام عليهالسلام بولاية العهد ، عده البعض أيضا سببا في
إقدام المأمون على قتل الإمام عليهالسلام
هذه المرة!. علما بأن الفضل بن سهل قد اغتيل والإمام على قيد الحياة ، فكيف ـ
والحال هذه ـ يشير على المأمون بذلك؟ اللهم إلاّ إذا كان المأمون يريد التخلص من
الفضل بن سهل والإمام عليهالسلام
معا ليُرضي العامة والخاصة على حد سواء ، فأقدم على اغتيال الفضل في الحمّام ، وعلى
اغتيال الإمام عليهالسلام
بالسمّ.
ومهما يكن من أمر فان الشيخ المفيد قدسسره يرى بأن الفضل وأخاه كانا يحرضان
المأمون على قتل الإمام عليهالسلام
وذلك لأن إمامنا : كان يُزري على الحسن والفضل ـ ابني سهل ـ عند المأمون إذا
ذكرهما ، ويصف له مساوئهما
[١] عيون أخبار
الرضا عليهالسلام ٢ : ٢٦٥ ، ح
٣ باب (٥٩).
اسم الکتاب : الإمام الرضا عليه السلام سيرة وتاريخ المؤلف : الذهبي، عباس الجزء : 1 صفحة : 193