responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الإمام الرضا عليه السلام سيرة وتاريخ المؤلف : الذهبي، عباس    الجزء : 1  صفحة : 154

الناس لايقبل النَّصح ولاتُجدي معه الموعظة ، ففي هذه الحالة يرى الإمام عليه‌السلام بأن من العبث محض النصيحة لأمثال هؤلاء :

جاء قوم بخراسان إليه عليه‌السلام فقالوا : إن قوما من أهل بيتك يتعاطون أمورا قبيحة ، فلو نهيتهم عنها؟ قال : « لا أفعل » ، فقيل : ولم؟ قال : « سمعت أبي عليه‌السلام يقول : النصيحة خشنة »[١].

جـ ـ عدم الرضا عن المنكر : يصوغ لنا الإمام عليه‌السلام قاعدة حضارية كبرى لو طبقت على صعيد العالم لعم السلام والأمن الأرض ألا وهي «قاعدة الرضا» فهو يقرر بحق : « أن من رضي شيئا كان كمن أتاه » لكون الرضا هو الأساس النفسي للفعل ، وبمقتضى هذه القاعدة : من رضي عن الفعل الحسن فهو يشارك في ثوابه ، أما من رضي بالفعل القبيح فسوف يشترك في الإثم المترتب عليه ، وهذه القاعدة لم تأت من فراغ ، وانما تنبثق من دستور الإسلام العظيم قرآناً وسنة.

وتتّضح لنا أبعاد هذه القاعدة لو علمنا بأن كثيرا من الجرائم والتجاوزات تقع ويتكرر وقوعها بسبب رضا البعض بوقوعها أو سكوته حيالها ، فلو رفع كل إنسان صوته ضد الظلم والعدوان لاندحر الباطل وعلا صوت الحق.

عن عبد السلام الهروي ، قال : قال الرضا عليه‌السلام : « من رضي شيئا كان كمن أتاه ، ولو أن رجلاً قتل بالمشرق فرضي بقتله رجل في المغرب لكان الراضي عند اللّه عزّوجلّ شريك القاتل .. »[٢].


[١] كشف الغمة ٣ : ٨٦ ، باب : ذكر طرف من دلائله وأخباره.

[٢] عيون أخبار الرضا عليه‌السلام ١ : ٢٤٧ ، ح ٥ ، باب (٢٨).

اسم الکتاب : الإمام الرضا عليه السلام سيرة وتاريخ المؤلف : الذهبي، عباس    الجزء : 1  صفحة : 154
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست