وقد أكّد الإمام الرضا عليهالسلام على هذه الحقيقة المهمة ، حقيقة
التلازم بين الإيمان والحياء ، فقال عليهالسلام
: « الحياء من الإيمان »[٢].
ومن هنا فمن يخلع حزام العفة وينطلق مع شهواته ولا يبالي بما قيل له أو فيه لا
إيمان له واقعاً ؛ لأن الإيمان التزام وشعور متغلغل في أعماق النفس يحكي عنه
الحياء بجلاء.
٤ـ التواضع
وهو خصلة أخلاقية جميلة احتلت مكانا
واضحا في فكر وسلوك إمامنا الرضا عليهالسلام
؛ فعلى صعيد الفكر كشف عن المفهوم العميق للتواضع ، وبيّن حدَّه ودرجاته ، ومن
يتمعّن في الرواية التالية يكتشف نفاذ رؤية الإمام عليهالسلام
وشمول نظرته وعمق تناوله.
عن الحسن بن الجهم ، عن أبي الحسن
الرِّضا عليهالسلام قال : «
التواضع أن تعطي النّاس ما تحبُ أن تُعطاه ».
وفي حديث آخر قال : « التواضع درجات؛
منها أن يعرف المرء قدر نفسه فينزلها منزلتها بقلب سليم ، لا يحبّ أن يأتي إلى أحد
إلاّ مثل ما يؤتى إليه ، إن رأى سيئة درأها بالحسنة ، كاظم الغيظ عافٍ عن الناس ، واللّه
يحب المحسنين »[٣].
فهو يقدم لنا قراءة عظيمة لمفهوم
التواضع ، تنطلق من رؤيا دقيقة