كانت أيام أبي عبد
الله الصادق عليهالسلام أيام نحل ومذاهب ، وآراء وأهواء ، وكلام وبحث ، وبدع وأضاليل ، وشبه وشكوك ،
ونحن الآن نذكر أصول تلك الفرق والمذاهب موجزا ، جريا على السنن الذي درجنا فيه ،
لأن التبسّط في البحث يخرجنا عن خطّة الكتاب ، وفي كتب الملل والنحل المعدّة لهذا
الشأن بعض الاغناء.
اصول الفرق الإسلاميّة
إنّ الأمّة
الاسلاميّة قد افترقت ثلاث وسبعين فرقة كما أنبأ عن ذلك نبيّنا الصادق الأمين صلىاللهعليهوآلهوسلم بقوله : ستفترق
أمّتي على ثلاث وسبعين فرقة [١] ، وتلك من أعلام نبوّته وما أكثرها.
والذي نريد أن
نبحث عنه في هذا الفصل هو ما كان من الفرق في عصر الصادق بارزا يعرف ، ونخصّ البحث
في الأصول التي ترجع إليها الفرق المتشعّبة ، وقد نشير إلى بعض تلك الشعب بعد ذكر
الأصل ، وذلك أقرب للقصد ، وأمسّ بالخطّة.