هتف القرآن المجيد
بآيات كثيرة في شأن أهل البيت ، آمرا بمودّتهم مخبرا عن طهارتهم ، حاثّا على
الاعتصام بهم ، حاضّا على طاعتهم ، معلنا عمّا لهم من جزيل الفضل وعظيم المنزلة.
وأتبعه الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم طيلة حياته كاشفا
عمّا جمعه آله من الفضائل ، وحبوا به من المفاخر ، يوجب تارة طاعتهم واتّباعهم ،
ويلزم أخرى بمودّتهم ويعطف طورا للقلوب عليهم ويستميل مرّة النفوس إليهم إلى ما
سوى ذلك. [١]
وما كان ذلك إلاّ
لسعادة الناس أنفسهم ليأخذوا الدين من أهله والعلم من معدنه ، فكان الحقّ على
الناس احترامهم ، والانقطاع إليهم والانصراف عن غيرهم.
كان أهل البيت ـ أعني
عليّا والزهراء وابنيهما وأبناء الحسين عليهمالسلام ـ مثالا للنبي صلىاللهعليهوآلهوسلم في شمائله وفضائله وخصاله وفعاله ، فمن أراد علم الرسول
كانوا باب مدينته ، ومن أراد منطقه كانوا مظهر فصاحته وبلاغته ، ومن أراد خلقه
وجدهم أمثلة سيرته ، ومن أراد دينه وجدهم مصابيح شريعته ،
[١] ذكرنا في كتابنا
« الشيعة وسلسلة عصورها » بعض ما جاء في الكتاب والسنّة في شأن أهل البيت وفضلهم
والدعوة الى ولائهم ..