الماء من الحبّ
فلمّا صار عنده انسي المسألة ، فنظر إليه أبو عبد الله عليهالسلام فقال : يا شهاب
لا بأس أن يغرف الجنب من الحبّ [١].
وكان جعفر بن
هارون الزيّات [٢] يطوف بالكعبة وأبو
عبد الله عليهالسلام في الطواف ، فنظر إليه الزيّات وحدّثته نفسه فقال : هذا حجّة الله ، وهذا
الذي لا يقبل الله شيئا إلاّ بمعرفته ، فبينا هو في هذا التفكير إذ جاءه الصادق من
خلفه فضرب بيده على منكبه ثمّ قال : « أبشرا واحدا منّا نتبعه إنّا إذن لفي ضلال
وسعر » [٣] ثمّ جازه [٤].
ودخل عليه خالد بن
نجيح الجواز [٥] وعنده ناس فقنّع رأسه وجلس ناحية وقال في نفسه : ويحكم ما
أغفلكم عند من تتكلّمون ، عند ربّ العالمين ، فناداه الصادق عليهالسلام : ويحك يا خالد
إني والله عبد مخلوق ولي ربّ أعبده ، إن لم أعبده والله عذبني بالنار ، فقال خالد
: لا والله لا أقول فيك أبدا إلاّ قولك في نفسك [٦].
هذا قليل من كثير
ممّا روته الكتب الجليلة من الكرامات والمناقب لأبي عبد الله الصادق عليهالسلام ، ولا غرابة لو
ذكرت له الكتب أضعاف ما
[٥] نجيح بالجيم
المعجمة والحاء المهملة ، وأمّا الجواز فقيل بالمعجمتين الجيم والزاء مع تضعيف
الواو ، وقيل بإهمالها ، وقيل بإعجام الاولى وإهمال الثانية ، وقيل : الجوان
بالجيم والنون ، وعلى كلّ حال فقد حسنت عقيدته بعد هذا الردع ، وعدّوه في أصحاب
الكاظم عليهالسلام وهو المشير
الى الرضا عليهالسلام من بعده ..