وها نحن اولاء
نذكر شيئا ممّا روته الكتب الجليلة والمؤلّفات القيّمة ، وما اتفق على الكثير منها
الفريقان ، وتسالمت عليه الفرقتان.
دعاؤه المجاب
يقول الصبّان في «
إسعاف الراغبين » : وكان مجاب الدعوة اذا سأل الله شيئا لا يتمّ قوله إلاّ وهو بين
يديه ، ويقول الشعراني في « لواقح الأنوار » : وكان سلام الله عليه اذا احتاج الى
شيء قال : يا ربّاه أنا محتاج الى كذا فما يستتمّ دعاؤه إلاّ وذلك الشيء بجنبه
موضوع.
وهذا القول منهما
لا يدلّ على استجابة دعائه فحسب بل وعلى سرعة الإجابة ، حتّى لكأنّ المسئول عنه
كان الى جنبه أو بين يديه ، وما كان جزم هؤلاء المؤلّفين بإجابة دعائه بسرعة
الإجابة إلاّ لكثرة ما تناقلته الطروس والسطور وحفظته الصدور من ذلك ، حتّى صار
لديهم شيئا محسوسا وأمرا معلوما.
وممّا ذكروه له عليهالسلام ما كان من قصد
المنصور له بالقتل مرارا عديدة ، فيحول الله تعالى بينه وبين ما عزم عليه ببركة
دعائه ، بل ينقلب حاله الى ضدّ ما نواه وعزم عليه ، فينهض لاستقباله ويبالغ في
إكرامه [١].
ومن ذلك : أن
الحكم بن العبّاس الكلبي قال :
صلبنا لكم زيدا
على جذع نخلة
ولم نر مهديّا
على الجذع يصلب
وقستم بعثمان
عليّا سفاهة
وعثمان أزكي من
عليّ وأطيب
[١] المناقب : ٤ /
٢٣١ انظر في ذلك نور الأبصار للشبلنجيّ ، وتذكرة الخواص للسبط ، ومطالب السؤل لابن
طلحة الشافعي ، والفصول المهمّة لابن الصبّاغ المالكي ، والصواعق المحرقة لابن حجر
، وينابيع المودّة للشيخ سليمان عند استطرادهم لأحوال الصادق عليهالسلام ، الى كثير سواهم ، وقد ذكرنا ذلك
مفصّلا في محلّه ..