كلّ حين يبعث بها
فنعيش بها الى قابل ، ولكنّي لا يصلني جعفر بدرهم مع كثرة ماله [١].
وكان لا يترك
صلاته حتّى لقاطعيه منهم ، وحتّى ساعة الاحتضار ، فإنه حين دنا أجله وكان في سكرات
الموت أمر بإجراء العطاء ، وأمر للحسن بن عليّ الأفطس [٢] بسبعين دينارا
فقيل له : أتعطي رجلا حمل عليك بالشفرة ليقتلك؟ فقال عليهالسلام : ويحكم أما تقرءون : « والذين يصلون ما أمر الله به أن
يوصل ويخشون ربّهم ويخافون سوء الحساب » [٣]. إن الله خلق الجنّة فطيّبها وطيّب ريحها ليوجد من مسيرة
ألفي عام ولا يجد ريحها عاق ولا قاطع رحم [٤].
هذه نفحات من
هباته السرّيّة ، وصلاته الخفيّة ، التي تمثّل لك الرحمة والرأفة.
حلمه
وكان التجاوز عليه
يأتيه من القريب والبعيد ، فلا يقابله إلاّ بالصفح بل ربما قابله بالبرّ والإحسان.
وقد مرّ عليك شطر
منه في العنوان الماضي وكثير في حياته السياسيّة في محنه وسيأتي في أبواب كثيرة ،
ونحن نورد لك الآن بعض ما ينبيك عن هذا الخلق
[٢] هو الحسن بن علي
الأصغر بن علي بن الحسين عليهماالسلام
وخرج مع محمّد بن عبد الله وكانت بيده راية بيضاء وابلى ، ويقال : إنه لم يخرج معه
أشجع منه ولا أصبر وكان يقال له رمح آل أبي طالب لطوله وطوله ولما قتل محمّد اختفى
الحسن هذا ، وحين دخل الصادق العراق ولقي أبا جعفر تشفّع به فشفعه ، ومع هذه
الصنيعة وتلك الصلات حمل عليه بالشفرة ..