مناظرات وأسئلة ،
واخرى بينه وبين هشام بن الحكم ويفزع هشام بها الى إمامه الصادق عليهالسلام ، قال يوما لهشام
: إن في القرآن آية هي من قولنا ، قال هشام : وما هي؟ فقال : « وهو الذي في السماء
إله وفي الأرض إله » [١] قال هشام : فلم أدر بم اجيبه ، فحججت فخبّرت أبا عبد الله عليهالسلام ، قال : هذا كلام
زنديق خبيث ، اذا رجعت إليه فقل له ما اسمك بالكوفة؟ فإنه يقول لك فلان فقل له :
ما اسمك بالبصرة؟ فإنه يقول فلان ، فقل له : كذلك ربّنا في السماء إله ، وفي الأرض
إله ، وفي البحار إله ، وفي القفار إله ، وفي كلّ مكان إله ، قال : فقدمت فأتيت
أبا شاكر فأخبرته ، فقال : هذه نقلت من الحجاز [٢].
وسأل أبو شاكر
هشام بن الحكم يوما فقال : ألك رب؟ فقال : بلى ، فقال : أقادر هو؟ قال : نعم قادر
، قال : يقدر أن يدخل الدنيا كلّها البيضة لا تكبر البيضة ولا تصغر الدنيا؟ قال
هشام : النظرة ، فقال له : قد أنظرتك حولا ، ثمّ خرج عنه ، فركب هشام الى أبي عبد
الله عليهالسلام فاستأذن عليه فأذن له ، فقال له يا ابن رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم أتاني عبد الله الديصاني
بمسألة ليس المعوّل فيها إلاّ على الله وعليك ، فقال له أبو عبد الله عليهالسلام : يا هشام كم
حواسّك؟ قال : خمس ، قال : أيّها أصغر؟ قال : الناظر ، قال : وكم قدر الناظر؟
قال : مثل العدسة
أو أقلّ منها ، فقال له : يا هشام فانظر أمامك وفوقك واخبرني بما ترى ، فقال : أرى
سماء وأرضا ودورا وقصورا وبراري وجبالا وأنهارا ، فقال له أبو عبد الله : إن الذي
قدر أن يدخل الذي تراه العدسة أو أقلّ منها قادر أن