لأبي عبد الله عليهالسلام الكثير من الحجج
البوالغ التي أظهر فيها الحقّ وقطع فيها العذر ، نوافيك بشطر منها لأنها ناحية من
نواحي حياته العلميّة المليئة بالعبر والعظات لا يستغني المسلم عن الوقوف عليها.
مناظراته في التوحيد
سبق شيء من كلامه عليهالسلام في التوحيد ،
وكان في طيّه بعض المناظرات ، ونورد هاهنا شيئا منها غير ما سلف.
فمن تلك المناظرات
ما يروى عن هشام بن الحكم ، قال : كان بمصر زنديق يبلغه عن أبي عبد الله عليهالسلام أشياء ، فخرج الى
المدينة ليناظره فلم يصادفه بها ، وقيل : إنه خارج بمكّة ، فخرج الى مكّة ونحن مع
أبي عبد الله عليهالسلام فصادفنا ونحن مع أبي عبد الله في الطواف وكان اسمه عبد
الملك وكنيته أبو عبد الله ، فضرب كتفه كتف أبي عبد الله عليهالسلام ، فقال له : ما
اسمك؟ قال : عبد الملك ، قال : فما كنيتك؟ قال : أبو عبد الله ، فقال أبو عبد الله
عليهالسلام : فمن هذا الملك الذي أنت عبده؟ أمن ملوك الأرض أم ملوك السماء؟ واخبرنى عن
ابنك عبد إله السماء أم عبد إله الأرض؟ قل ما شئت