وقد فنّد بعض تلك
الشكوك والمزاعم الكاتب إسماعيل مظهر صاحب مجلة العصور فيما نشره في المقتطف ( ٦٨
/ ٥٤٤ ـ ٥٥١ ومن ٦١٧ ـ ٦٢٥ ) وجلى في هذه الحلبة الاستاذ أحمد زكي صالح فيما كتبه
في مجلة الرسالة المصريّة السنة الثامنة ( ص ١٢٠٤ ـ ١٢٠٦ ومن ١٢٣٥ ـ ١٢٣٧ ومن ١٢٦٨
ـ ١٢٧٠ ومن ١٢٩٩ ـ ١٣٠٢ ) ، ولقد فنّد تلك الأوهام والمزاعم تفنيدا حكيما علميّا.
وصرّح مرارا
بتشيّعه ، وقال في مناقشة رأي الاستاذ ( كراوس ) ص ١٢٩٩ : ومن الجليّ الواضح لدى
كلّ من درس علم الكلام أن فرق الشيعة كانت أنشط الفرق الاسلاميّة حركة ، وكانت
أولى من أسّس المذاهب الدينيّة على اسس فلسفية ، حتّى أن البعض ينسب فلسفة خاصّة
لعليّ بن أبي طالب.
وكان هذا الكلام
من أحمد زكي لتصحيح ما ينسب الى جابر من المقارنة بين الآراء الكلاميّة
والفلسفيّة.
وجملة القول أنه
قد أصبح من الواضح تشيّع جابر وتقدّمه في عدّة علوم لا سيّما الكلام والفلسفة
والطبّ والكيمياء والطبيعيّات عامّة ، وما كادت لتكون آراؤه الاسّ العامّ لدعائم
علم الكيمياء إلاّ لأنه أخذ ذلك من معدنه الصحيح الامام الصادق عليهالسلام.
وكنت قد جمعت عدّة
مصادر عن جابر لا تبسط في ترجمته غير أني اكتفيت بهذا الوجيز عن الإطالة فيها ،
فإنّا لو استقصينا الكلام على كلّ ما يقتضي التوسعة في البحث عنه لكان هذا الكتاب
عدّة أجزاء ، وهو وإن كان لا يخلو من فائدة ، غير أنه يكون أبعد عن حياة الصادق
الخاصّة.
سائر العلوم
لا نعني بما
ذكرناه من العلوم التي كتبنا عنها وأوضحنا أخذ الناس عن