اسم الکتاب : الدعاء المعاني والصّيغ والأنواع المؤلف : محمّد محمود عبود زوين الجزء : 1 صفحة : 28
وقد فض هذا الأصل في الصلاة الشريف الجرجاني [١] أيضاً ويغنينا عن القول في استبعاد معني الصلاة من ( الصلا
) ما تقدّم من كلام الرازي فقد بيّن عدم اشتهار هذا الأصل بالنسبة للمسلمين فضلاً
عن قلّة شواهده الجاهلية التي تؤيد استعمال العرب للصلاة من هذا المعني.
المعنى
الثاني : أصل الصلاة من
صلي «وصليت القناة : قوّمتها بالنار» [٢]
ثم استعير تقويم العصا
بالنار وتلينها إلي تقويم النفس ظاهراً وباطناً بمعني أن وقوف العبد أمام خالقه و «قبالة
عظمته وجلاله ورأفته ورحمته ... فوصل إليه من هذه الأشياء كما وصل إليه من حرّ
النار حتي صلي بها» [٣]
وهذا الأصل وإن حمل
بعضاً من روح الصلاة إلاّ أنّه يقصر عن أن يكون أصلاً للصلاة.
المعنى
الثالث : يقارب المعني
الثاني وهو أن أصل الصلاة : اللزوم أو الملازمة ، « يقال : صلي واُصطلى : إذا لزم
ومن هذا يصلى في النار أي يلزم » [٤]
وتبنّي الأزهري هذا
الرأي في أصل الصلاة حيث قال : « والقول عندي ... إنما الصلاة لزوم ما فرض الله
والصلاة من أعظم الفرض الذي أمر بلزمه » [٥].
وأري أن هذا
المعني جزء من المعني السابق من الصلي بالنار ولاينهض كأصل للصلاة كذلك وإن حمل تأويلاً
لطيفاً في التزام الصلاة كفرض لايتهاون فيه.
المعنى
الرابع : وهو أن أصل
الصلاة : الدعاء « مأخوذ من صلى يصلي إذا
[١] حاشية السيد الجرجاني علي الكشاف ١٠٠ : ١ طبعة البابي الحلبي ، مصر ، ١٩٨٤.