responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الدعاء المعاني والصّيغ والأنواع المؤلف : محمّد محمود عبود زوين    الجزء : 1  صفحة : 105

طريقاً عرض قصصه حيث ترى مسير الأحداث في القصّة يتناسب تناسباً كليّاً مع السياق العالم الذي ترد فيه فمرّة تلحظ الإجمال في عرض جانب من القصّة وقد تلمح في موضع آخر أن ما أجمل هناك فصّل هنا وهكذا يمضي الأسلوب القرآني في عرض قصص الأنبياء ففي كلّ موضع جديد تبصر مشهداً جديداً أو جانباً آخر ما سبقت الإشارة إليه حتّي تكتمل لآلئ القصّة فينتظم عقدها وتسلسلها بشكل عجيب وساحر. عليه فقد ناسب ذكر دعاء آدم في الأعراف ما جاء « قبل القصّة من ندم المعاقبين من بني آدم » [١] الذي أبان عنه قوله تعالى : ( وكم من قريةٍ أهلكناها فجاءها بأسنا بياتاً أو هم قائلون * فما كان دعواهم إذ جاءهم بأسنا إلاّ أن قالوا إنّا كنّا ظالمين ) [٢].

إلاّ أنّ التوافق بين سياق قصّة آدم وما قبله لا يمنع أن يوجد فرق بينهما فقد عبّر آدم عن ظلمه لنفسه بالفعل في حين أن ما جاء على لسان بينه من الظلم بالسم والتفاوت بين التعبيرين دال على الختلاف التعامل معهما يقول الدكتور فاضل السامرائي « انظر كيف كانت العقوبة على قدر الظلم فقد قال آدم : ( ظلمنا ) بالصيغة الفعلية الدالّة على الحدوث والطروء للدلالة على أنّها زلّة طارئة وليست معصية إصرار وقال أبناؤه : ( إنّا كنّا ظالمين ) بالصيغة الإسمية الدالّة على الثبات على الظلم والإصرار فتاب على الأوّلين وأهلك الآخرين » [٣] ونلحظ كذلك في دعاء آدم وزوجه التعلّق العظيم بغفران الله تعالى وثقتهما المطلقة برحمته من جانب وخشيتهما ووجلهما من جانب


[١] التعبير القرآني / السامرائي : ٢٥٨.

[٢] سورة الأعراف : ٧ / ٤ و ٥.

[٣] التعبير القرآني : ٢٥٨ ـ ٢٥٩.

اسم الکتاب : الدعاء المعاني والصّيغ والأنواع المؤلف : محمّد محمود عبود زوين    الجزء : 1  صفحة : 105
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست