وجاء عابس بن أبي شبيب الشاكري ، ومعه
شوذب مولى شاكر ، فقال [له] : يا شوذب ، ما في نفسك أنْ تصنع؟
قال : ما أصنع ، أقاتل معك دون ابن بنت
رسول الله (صلّى الله عليه [وآله]) حتّى أُقتل.
قال : ذلك الظنّ بك ، أمّا لا [٢] ، فتقدّم بين يدي أبي عبد الله (ع) حتّى
يحتسبك كما احتسب غيرك من أصحابه وحتّى احتسبك أنا ؛ فإنّه لو كان معي السّاعة أحد
، أنا أولى به منّي بك ، لسرّني أنْ يتقدّم بين يديّ حتّى أحتسبه ، فإنّ هذا يوم
ينبغي لنا أنْ نطلب الأجر بكل ما قدرنا عليه ؛ فإنّه لا عمل بعد اليوم وإنّما هو
الحساب.
فتقدم [شوذب] فسلّم على الحسين (عليه
السّلام) ، ثمّ مضى فقاتل حتّى قُتل [رحمة الله عليه].
[١] عابس : هو الذي
قام في الكوفة بعد ما قرأ عليهم مسلم بن عقيل كتاب الإمام (عليه السّلام) ، فحمد
الله واثنى عليه ، ثمّ قال : أمّا بعد ، فإنّي لا أخبرك عن النّاس ولا أعلم ما في
أنفسهم ، وما أغرّك منهم ، والله ، لأحدّثنّك عمّا أنا موطّن نفسي عليه ، والله ، لأجيبنّكم
إذا دعوتم ، ولأقاتلنّ معكم عدوّكم ولأضربنّ بسيفي دونكم حتّى ألقى الله ، لا أريد
بذلك إلاّ ما عند الله.
فقال له حبيب بن مظاهر : رحمك
الله! قد قضيت ما في نفسك بواجز من قولك ٥ / ٣٥٥. وحيث تحوّل مسلم بن عقيل إلى دار
هانئ بن عروة وبايعه ثمانية عشر ألفاً ، قدّم كتاباً إلى الحسين (عليه السّلام) مع
عابس بن أبي شبيب الشاكري : أن عجّل الإقبال ٥ / ٣٧٥.
[٢] أي : أمّا إنْ
كنت تأبى الانصراف ، وتقول : إنّك لا تنصرف ...
اسم الکتاب : وقعة الطّف المؤلف : أبو مخنف الازديي الجزء : 1 صفحة : 236