اسم الکتاب : وقعة الطّف المؤلف : أبو مخنف الازديي الجزء : 1 صفحة : 227
[حملات أصحاب الحسين
ومبارزاتهم]
وقاتل أصحاب الحسين (عليه السّلام) قتالاً
شديداً ، وأخذت خيلهم تحمل وإنّما هم : اثنان وثلاثون فارساً [١] ؛ وأخذت لا تحمل على جانب من خيل أهل
الكوفة إلاّ كشفته.
فلمّا رأى عزرة بن قيس [التميمي] ـ وهو
على خيل أهل الكوفة ـ أنْ خيله تنكشف من كلّ جانب ، بعث عبد الرحمن بن حصن إلى عمر
بن سعد ، [يقول] : أمَا ترى ما تلقى خيلي منذ اليوم من هذه العدّة اليسيرة! ابعث
إليهم الرجّال والرّماة.
فقال لشبت بن ربعي [التميمي] : ألاَ
تقدم إليهم؟
فقال : سبحان الله! أتعمد إلى شيخ مضر ،
وأهل المصرعامّة تبعثه في الرّماة! لمْ تجد غيري مَن تندب لهذا ويجزئ عنك؟
[فـ] ـدعا عمر بن سعد : الحُصين بن تميم
، فبعث معه المجفّفة ، وخمسمئة من المرامية ، فأقبلوا [فما] دنوا من الحسين (ع) وأصحابه
رشقوهم بالنّبل ، فلمْ يلبثوا أنْ عقروا خيولهم وصاروا رجّالة كلّهم [٢].
[وعقر فرس الحرّ بن يزيد الرياحي] ، فما
لبث أنْ أرعد الفرس واضطرب وكبا ، فوثب عنه الحرّ كأنّه ليث والسّيف في يده ، وهو
يقول :
[١] لعلّ هذا ما
تبقّى من فرسان أصحابه (عليه السّلام) ، وإلاّ فالمسعودي يقول : إنّه (عليه
السّلام) عدل إلى كربلاء وهو في مقدار خمسمئة فارس من أهل بيته وأصحابه ونحو مئة
راجل. ثمّ هو يقول : وكان جميع من قُتل مع الحسين (ع) في يوم عاشوراء بكربلاء : سبعة
وثمانين ٣ / ٧٠ ـ ٧١. وروى السّيّد ابن طأووس في الملهوف / ٨٨ ، عن الإمام الباقر
(عليه السّلام) : «إنّهم كانوا خمسة وأربعين فارساً ، ومئة راجل». وكذلك ذكر سبط
ابن الجوزي / ٢٤٦ ـ ٢٥١. والعجيب ، أنّه نُقل عن المسعودي أنّه ذكرهم : ألف رجل ، وليس
في مروج الذهب هذا.
[٢] حدّثنى ، الحسين
بن عقبة المرادي ، قال الزبيدي ٥ / ٤٣٥ ـ ٤٣٦.
اسم الکتاب : وقعة الطّف المؤلف : أبو مخنف الازديي الجزء : 1 صفحة : 227