قلنا
: إن من يراجع كتب ابن عربي يجدها حافلة
بالنصوص الكثيرة كثرة هائلة ، والدالة على تسننه العميق ، وتشدده في هذا التسنن ، إلى
حد أنه يحول السيئات إلى حسنات ، بل هو يجعلها من أعظم الفضائل التي تنال بها
أجلَّ المراتب وأعلاها ، وأرقى المقامات ، وأسماها ، وأكرمها ، وأسناها.
ولعلنا نذكر بعضاً من ذلك في فصل مستقل
، ولكننا نشير قبل ذلك إلى ما دافعوا به عنه ، وذلك في المطالب التالية :
الدس في كتاب الفتوحات
قال
الطهراني : ذكر الشعراني في «مختصر
الفتوحات» ما نصه :
وقد توقفت حال الإختصار لكتاب «الفتوحات»
في مواضع كثيرة منه ، لم يظهر لي موافقتها لما عليه أهل السنة والجماعة ، فحذفتها
من هذا المختصر ، وربما سهوت ، فتبعت ما في الكتاب ، كما وقع للبيضاوي مع الزمخشري
[١].
[١] يقول الشعراني
في مقدمة «اليواقيت والجواهر» ص ٣ طبعة أولى ، وص ١٦ طبعة دار إحياء التراث العربي
، ومؤسسة التاريخ العربي سنة ١٤٢٣ ه بيروت ـ لبنان : «ثم اعلم يا أخي : أنني
طالعت من كلام أهل الكشف ما لا يحصى من الرسائل ، وما رأيت في عباراتهم أوسع من
عبارة الشيخ الكامل المحقق ، مربي العارفين ، محيي الدين العربي رحمه الله ، فلذلك
شيدت هذا الكتاب بكلامه من الفتوحات وغيرها ، دون كلام غيره من الصوفية.