فتجري عليهم الحدود
، والأحكام في الدنيا ، أما في الآخرة ، فإن المعاصي لا تضرهم ، ولا تنقص من
مقامهم هناك ..
٩ ـ كتاب : دوازده
إمام
إن البعض ينسب إلى ابن عربي كتاباً باسم
: «دوازده
إمام» أي «اثنا عشر إماماً»
، وقد اعتبر هذا دليلاً على تشيع هذا الرجل [١].
ونقول :
أولاً
: إن كثيرين غير ابن عربي أيضاً قد ألفوا
كتباً في مناقب الأئمة الاثني عشر عليهمالسلام
، مع أن أحداً لا يشك في أنهم من علماء أهل السنة ، مثل الشبلنجي ، وابن الصباغ ، والشبراوي
، والقندوزي ، وابن طلحة ، والكنجي ، وغيرهم من علماء السنة.
بل إن بعض من ألَّف في الأئمة الاثني
عشر قد كان من المعلنين بعداء الشيعة ، والجادين في إطفاء نور الله ، والمحاربين
لأولياء الله .. مثل ابن حجر الهيتمي صاحب الصواعق المحرقة ، والفضل بن رزوبهان
صاحب كتاب : إبطال نهج الباطل ، الذي رد فيه على كتاب : نهج الحق .. ودلس فيه وكذب
، وافترى ما شاءت له قريحته ..
ثانياً
: إن تأليف هذا النوع من الكتب حول أهل
البيت عليهمالسلام
، وفي خصوص الأئمة الاثني عشر عليهمالسلام
، إنما كان يهدف إلى الحفاظ على مذهب التسنن ، كما أوضحناه فيما سبق. إذ الحديث
الذي يثبت أن الأئمة اثنا عشر ، قد أعجز أهل السنة ، فتشبثوا بكل حشيش لكي يجيبوا
عنه ، وكان الحل لدى هؤلاء المتعصبين ، هو القول بأن المراد به أئمة لهم مقام
[١] راجع : شرح
مناقب محيي الدين ابن عربي ص ٣٧ ـ ٤٨.