الرابع
: إنه قد يكون لما يطلقونه من كلمات
مستطرفة ، وأقوال حكيمة ، ومواعظ زهدية ، درجة من التأثير على الناس العاديين ..
مع أن كثيراً من تلك الأقوال مقتبسة من
أقوال الأنبياء والأوصياء ، وقد انتحلوه ونسبوه لأنفسهم ..
علماً بأن أمثال هذه الأقوال مما
يتداوله سائر أهل الملل والنحل ، لأنها مما تتوافق عليه العقول ، وينساق إليها
الناس بفطرتهم ، فإن العقلاء ، يدركون مساوئ الظلم والحسد ، والبغي ، والبخل ، وما
إلى ذلك ، ومحاسن الإحسان ، والعدل ، والصدق ، والأمانة ، و .. و ..
٣ ـ حاجة الحكام
لهؤلاء الناس
قلنا
فيما سبق : إن الحكام كانوا
بحاجة إلى أناس معروفين بالزهد ، منسوبين إلى الكمال ، والعبادة ، ليعارضوا بهم
الأئمة عليهمالسلام
، وليصغروا من شأنهم عليهمالسلام
.. فكان أن أظهروا تعظيم هؤلاء ، واهتموا بشأنهم ، وأطروهم ، وأظهروا الاتعاظ
بمواعظهم ، مع علمهم بعدم لحوق أي ضرر بهم ، وبحكومتهم من قبلهم .. بل هناك منافع
كثيرة ومتنوعة ، لاحاجة إلى بسط الكلام فيها.
٤ ـ التصوف مطية
العاجزين الطامحين
إن الطريق الذي سلكه هؤلاء يسهل سلوكه
على كل أحد ، ويسهل ادعاء الوصول فيه إلى الغايات والمقامات ، من العالم والجاهل ،
ومن الكبير والصغير ، ومن الذكي والغبي .. ولا يحتاج في ذلك إلى أي دليل ، فإن
دعوى الكشف والشهود والعلم اللدني تحل أعظم المشكلات ، وتسهل كل عسير. وهذا الطريق
هو مطية الطامحين العاجزين ، والكسالى ، حيث يحصلون من خلاله على ما يريدون بلا
تعب ولا نصب ، وبلا سهر ، أو إجهاد فكر في