responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : ابن عربي سنّيّ متعصّب المؤلف : العاملي، السيد جعفر مرتضى    الجزء : 1  صفحة : 233

فلما قال لي ذلك سألت الله : أن يطلعني على فائدة هذه المسألة ، وما هذه التي جعل الله نفسه في مقابلتها ، وجبريل ، وصالح المؤمنين ، والملائكة؟!

فأُخبرت بها ، ما سررت بشيء سروري بمعرفة ذلك ، وعلمت لمن استندتا هاتان المرأتان ، ومن يقويهما.

ولولا ما ذكر الله نفسه في النصرة ، ما استطاعت الملائكة ، والمؤمنون مقاومتهما ، وعلمت أنهما حصل لهما من العلم بالله ، والتأثير في العالم ما أعطاهما هذه القوة ، وهذا من العلم الذي كهيئة المكنون ، فشكرت الله على ما أولى ..

فما أظن أحداً من خلق الله استند إلى ما استند هاتان المرأتان ..

يقول لوط عليه‌السلام : (قَالَ لَوْ أَنَّ لِي بِكُمْ قُوَّةً أَوْ آوِي إِلَى رُكْنٍ شَدِيدٍ) [١] .. فكان عنده الركن الشديد ، ولم يكن يعرفه. فإن النبي قد شهد له بذلك ، فقال : يرحم الله أخي لوطاً ، لقد كان يأوي إلى ركن شديد ..

وعرفتاه عائشة وحفصة ، فلو علم الناس علم ما كانتا عليه لعرفوا معنى هذه الآية : (وَاللهُ يَقُولُ الْحَقَّ وَهُوَ يَهْدِي السَّبِيلَ) [٢] ..» [٣].

ونقول :

انظر كيف يحول ابن عربي آياتٍ ، ذمَّ الله تعالى فيها عائشة وحفصة على تظاهرهما على رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ، حتى لقد ضرب الله لهما مثلاً بامرأتي نوح ولوط ، الكافرتين ـ يحوله ـ إلى أعظم المدح والثناء.

ويعتبر أن ما فعلتاه من أذى وتظاهر على رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله


[١] الآية ٨٠ من سورة هود.

[٢] الآية ٤ من سورة الأحزاب.

[٣] الفتوحات المكية ج ٣ ص ١٥١ و ١٥٢ تحقيق إبراهيم مدكور وعثمان يحيى.

اسم الکتاب : ابن عربي سنّيّ متعصّب المؤلف : العاملي، السيد جعفر مرتضى    الجزء : 1  صفحة : 233
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست