اسم الکتاب : طالب العلم والسيرة الأخلاقية المؤلف : العلوي، السيد عادل الجزء : 1 صفحة : 21
الدرس الأوّل
ما هو الأدب ، ولماذا الآداب
الإسلاميّة؟
الأدب من الأخلاق الفرعيّة ومن منشآتها
، وهو بمعنى الهيئة الحسنة الممدوحة التي ينبغي أن يقع عليه الفعل المشروع ، إمّا
في الدين ، أو عند العقلاء في مجتمعهم ، كآداب الدعاء والصلاة وملاقاة الأصدقاء ،
وأدب المعاشرة ، وما شابه ذلك ، وإن شئت فقل : الأدب يعني ظرافة العمل ولطافته.
ولا يكون إلاّ في الاُمور المشروعة غير
الممنوعة شرعاً وعقلا ، فلا أدب في الظلم والخيانة والكذب ، ولا أدب في الأعمال
الشنيعة والقبيحة ، ولا يتحقّق أيضاً إلاّ في الأفعال الاختياريّة ، التي لها
هيئات مختلفة فوق الواحدة ، حتّى يكون بعضها متلبّساً بالأدب دون بعض ، كأدب الأكل
مثلا في الإسلام : وهو أن يبدأ فيه بالبسملة ـ بسم الله ـ ، ويختم بالحمدلة ـ
الحمد لله ـ ويأكل دون الشبع وأن لا ينظر إلى الآخرين وغير ذلك من الآداب والسنن.
وإذا كان الأدب هو الهيئة الحسنة في
الأفعال الاختياريّة ، والحسن وإن كان بحسب أصل معناه وهو الموافقة لغرض الحياة ،
ممّـا لا يختلف فيه أنظار المجتمعات ، لكنّه بحسب مصاديقه ممّـا يقع فيه أشدّ
الخلاف ، وبحسب اختلاف الزمان والمكان واختلاف الاُمم والشعوب والأديان والمذاهب ،
وحتّى المجتمعات الصغيرة المنزليّة
اسم الکتاب : طالب العلم والسيرة الأخلاقية المؤلف : العلوي، السيد عادل الجزء : 1 صفحة : 21