اسم الکتاب : روض الجنان في شرح إرشاد الأذهان المؤلف : الشهيد الثاني الجزء : 1 صفحة : 89
قوله تعالى بعدُ (وَذلِكَ دِينُ
الْقَيِّمَةِ)[١] قال الإمام الطبرسي : القيّم هي المستمرّة في جهة
الصواب. [٢] وحينئذٍ فلا يصلح [٣] النسخ عليها.
وقوله تعالى (قُلِ اللهَ أَعْبُدُ مُخْلِصاً لَهُ دِينِي)[٤] والأمر للنبيّ ، فيجب علينا ذلك ؛ للاتّباع والتأسّي.
وأمّا نيّة
الوجوب : فلم يعتبرها الشيخ في النهاية وجماعة ، منهم : المحقّق في المعتبر ، [٥] بل اكتفى
الشيخ بالقربة [٦] لمفهوم الحصر في قوله تعالى (وَما أُمِرُوا إِلّا لِيَعْبُدُوا اللهَ مُخْلِصِينَ)[٧] فلو زِيدَ عليه ، لكان نسخاً ؛ لمنافاة الزيادة له.
وهو ضعيف ؛
لمنع أنّ مطلق الزيادة مُنافٍ للإخلاص ، بل إنّما ينافي الحصر ما ينافي الإخلاص ،
وباقي قيود النيّة ليست كذلك.
والأولى
الاستدلال في نصرة هذا القول بأصالة عدم الوجوب حتى يدلّ دليل معتبر على مجامعة شيء
آخر ، وسيأتي ما يدلّ على متمسّك مَنْ زاد على ذلك.
وقد قال السيّد
السعيد جمال الدين أحمد بن طاوُس : لم أعرف نقلاً متواتراً ولا آحاداً يقتضي القصد
إلى رفع الحدث أو استباحة الصلاة لكن علمنا أنّه لا بدّ من نيّة القربة ، وإلا كان
هذا من باب
وجزم المصنّف
في هذا الكتاب وقَبله المحقّق في الشرائع [٩] بوجوب نيّة الوجوب إمّا لوجوب إيقاع الفعل على وجهه ،
ولا يتمّ إلا بذلك ، كمااستدلّ لهم به الشهيد رحمهالله في الشرح ، [١٠] أو لوجوب التعرّض في النيّة لتشخيص الفعل الواقع على جهات
متعدّدة بنيّة أحدها ، ولمّا كان الوضوء تارة يقع على وجه الندب وأُخرى على وجه
الوجوب اشترط