اسم الکتاب : روض الجنان في شرح إرشاد الأذهان المؤلف : الشهيد الثاني الجزء : 1 صفحة : 87
وأمّا الذكر
على الخصوص : فروي عن أبي عبد الله عليهالسلام قال إنّ موسى عليهالسلام قال : يا ربّ تمرّ بي حالات أستحي أن أذكرك فيها ، فقال
: يا موسى ذكرى حسن على كلّ حال. [١]
وأمّا الحاجة :
فلما في الامتناع من الكلام عندها من الضرر المنفيّ بالآية. [٢]
والتقييد
بالحاجة يخرج ما لو حصل الغرض بالتصفيق وشبهه ؛ لانتفائها حينئذٍ.
ويلحق بذلك ردّ
السلام ؛ لعموم الأمر [٣] به ، وكذا حمد الله على العطسة ؛ لأنّه ذكر ، وكذا
تسميت العاطس.
واستثنى
المصنّف أيضاً حكاية الأذان. [٤] وهو حسن في فصلٍ فيه ذِكر ، دون الحيعلات ؛ لعدم النّص
عليه على الخصوص ، إلا أن يبدّل بالحوقلة ، كما ذكر في حكايته في الصلاة.
(ويجب في الوضوء النيّة ، وهي) لغةً : مطلق العزم والإرادة. وشرعاً بالنسبة إلى الوضوء
(إرادة الفعل) أي : الوضوء ، فاللام للعهد (لوجوبه أو ندبه) حال كون الفاعل المدلول عليه بالإرادة التزاماً ـ (متقرّباً) بالفعل إلى الله تعالى ، فالإرادة بمنزلة الجنس يدخل فيها إرادة الفعل
والترك وما اشتمل على الوجوه المذكورة وغيره ، وخرج بالفعل المعهود غيرُه من
الطهارات والأفعال ، وشمل الوضوء الواجبَ والمندوب ، ويمتاز أحدهما عن الآخر بنيّة
الوجوب أو الندب.
ويحتمل أن يريد
تعريف مطلق النيّة ، ويريد بالفعل الأعم من الوضوء ، وغاية الجميع التقرّب إلى
الله تعالى بمعنى موافقة إرادته ، أو طلب الرفعة عنده تعالى بواسطة نيل الثواب
تشبيهاً بالقرب المكاني ، وكلتاهما محصّلة للامتثال ، مخرجة عن العهدة وإن كان بين
المنزلتين بُعد المشرقين.
وفي حكم
الثانية الخوفُ من العقاب. وإلى الاولى أشار أمير المؤمنين عليّ عليهالسلام بقوله : ما عبدتك خوفاً من نارك ولا طمعاً في جنّتك
ولكن وجدتك أهلاً للعبادة فعبدتك. [٥]
ويدلّ على
الثانية ظواهر الآي [٦] والأخبار المشتملة على الترغيب والترهيب ، كقوله