اسم الکتاب : الكافي في الفقه المؤلف : الحلبي، أبو الصلاح الجزء : 1 صفحة : 494
ومنها : ان
يكون تقريره سبحانه العصاة على أفعال جوارحهم المعلوم لهم إضافتها إليها شهادة
منها بها بمعنى أنها لو كانت. ( قالَتا أَتَيْنا
طائِعِينَ )[١]( وَ [ تَقُولُ ] هَلْ مِنْ مَزِيدٍ )[٢] وهو تعالى.
كانت ممن تقول لقالت : أتينا طائعين وهل من مزيد. عيناك تخبرني بكذا وتشهد بكذا
قال الشاعر : يخبرني.
وقال الأخر :
امتلأ الحوض
وقال : قطني
مهلا رويدا
قد ملأت [ بطني ]
[ وقال الأخر ] :
وقالت له
العينان : أهلا ومرحبا
وحدرتا كالدر
لما يثقب
والمراد ان
الحوض لو كان ممن يقول لقال : حسبي ، ولو كانت العينان قائلتين لقالتا : أهلا
ومرحبا ، ونظائر ذلك من كلام العرب نظما ونثرا.
ان قيل : على
الوجهين الأولين كيف يجوز ان يصف ما بنى بنية حي أو بنية لسان بأنه يد أو رجل وليس
كذلك؟.
قيل : ذلك جائز
لأن جواهر أيديهم وأرجلهم وما فيها من المعاني إذا كانت هي بعينها المبنية حيا أو
آلة نطق جاز ان يطلق عليها بأنها أيديهم وأرجلهم ، لأنها هي هي في الحقيقة وليست
غيرها ، كما أن من بنى من جواهر بعض الأجسام جسما أخر فالثاني في الحقيقة هو الأول
ويصح ان يسمى باسمه.
ان قيل : فما
معنى الموازين والأعمال أعراض يستحيل وزنها أو وزن المستحق بها لعدمه؟.
قيل : الموازين
عبارة عن العدل في أهل الموقف وإيصال كل منهم الى مستحقه ، الا ترى قوله تعالى : ( وَنَضَعُ الْمَوازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيامَةِ
فَلا تُظْلَمُ نَفْسٌ