responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الفقه والمسائل الطبيّة المؤلف : المحسني، الشيخ محمد آصف    الجزء : 1  صفحة : 33

أقول : صحّ ما ذكره أولا فهو لا يدلّ على مدّعاه ، لاَنّ الحس والحركة الاِرادية تجامعان الحياة الحيوانية وتنفيان الحياة النباتية فقط ، ولا تتطلبان الحياة الانسانية بخصوصها حتّى يقال : إنّ مخه يدرك الكليات أو يحاول أنْ يثبت ملزوم إدراك الكليات وهو تعلق الروح الانسانية بالجنين ، فهذا القائل لم يقدر على إثبات مدّعاه هذا إذا فرضنا وجود نفس حيوانية في الانسان ، منحازة عن الروح الانسانية وكانت هي المصدر للحس والحركة الاِرادية ، وأمّا إذا لم يكن الاَمر كذلك وان الحس والحركة الاِرادية وان كانا في الحيوانات مستندين الى النفس الحيوانية لكنهما في الانسان مستندان إلى النفس الناطقة الانسانية فقط ، ولا روح حيوانية مستقلة في الانسان ، فصحة هذا القول يثبت مدعى قائله لا محالة ، فلا بدّ من بلوغ ما ادّعاه إلى درجة القطع ، فإنّه بالفعل مشكوك.

والمظنون أنّ ما تقدّم من إيراد بعض الاَطباء على القول الاَوّل ناظر الى ادّعاء هذا القائل ، حيث وصفه بأنّه من باب الفلكلور أو من باب التحمس لوجهة نظر معينة ومحاولة تأييدها علمياً بغير سند علمي.

( القول الرابع ) : أنّ بدء الحياة الانسانية ليس لحظة الالتحام بل وقت العلوق ، إذ ليست كلّ بويضة ( بييضة ) ملقّحة هي لا بدّ أنْ تنغرس في الرحم ، يمكن أن يتسبّب اللولب لتصريفها ، لانّه لا تبدأ الحياة فعلاً إلاّ حين تصبح ملتصقة بالاُم وبالرحم ، أي : إذا انغرست في الرحم ، وهو ما عبّر عنه بعض الاَطباء بالاندغام ، مأخوذاً من كلمة العلوق [١].


اكتمال تكوين المخ في الاسبوع الثاني عشر محتاج الى آراء حسية للاطباء فلا بد من الفحص والرجوع.

[١] ص ٣٢٤ نفس المصدر.

اسم الکتاب : الفقه والمسائل الطبيّة المؤلف : المحسني، الشيخ محمد آصف    الجزء : 1  صفحة : 33
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست