السؤال المقصود بالاِجابة هنا هو أنّه
متى تبدء الحياة الاِنسانية ، وستعلم في الابحاث الآتية أنّ مطلق الحياة ثابتة في
مني الرجل والمرأة وبعد التحامهما وصيرورتهما خلية ، ثمّ إلى كتلة خلايا ، ثمّ إلى
حوصلة عالقة بالرحم ، ثمّ منغرسة فيه والروح لم تنفخ بعد في جنين ميّت.
وإليك عدّة من الآراء في المقام :
( القول الاَوّل ) : المشهور في ألسنة
المسلمين وأذهانهم أنّ الحياة الاِنسانية تبدء بنفخ الروح في الجنين ، والمشهور
عند أهل النظر منهم أنّه بعد أربعة أشهر من الحمل.
واعترضه بعض الاَطّباء الماهرين
المتدينين بأنّ علم الطب لا يرى لاستقبال الروح أثر ، وقال : مسألة : إنّ الجنين
آنذاك يكتسب الاِدراك أو الخيال أو تبدو عليه أمارات الرضاء والغضب ، هي للاَسف
الشديد من باب الفولكلور أو من باب التحمس لوجهة نظر معينة ، ومحاولة تأييدها
علمياً بغير سند علمي [١].
أقول : اعتراضه متين لكنه مقلوب عليه ،
فكما لا يصل الطبيب إلى أثر للروح بعد أربعة أشهر من الحمل كذا لا يصل إلى نفيه
أيضاً ، فلا يحق له انكاره أيضاً. والخلط بين حدود العلوم التجربية والفلسفة أو
الدين أوجب