الاولى
: اعلم أنه أوّل
ما يجب عليك أن تعرف أن لك ولهذا الخلق كلّه خالقاً غير مخلوق. والدليل على ذلك
أنك كنت بعد أن لم تكن ، وكذلك أبوك وجميع مَن تشاهده مِن الخلق ، فدلّك ذلك على
أنك مخلوق ، وكلّ مخلوق له خالق غير مخلوق ، بل هو واجب الوجود لذاته أي لم يخلقه
غيره ، ولا كان بعد العدم ؛ إذ لو كان كذلك لكان مخلوقاً ، فاحتاج إلى خالق فهو
إذن خالق غير مخلوق.
المسألة
الثانية : اعلم أنه يجب
على كلّ مكلّف أن يعتقد أن خالق هذا الخلق كلّه واحد لا شريك له. ومعنى أنه واحد :
أنه ليس كمثله شيء ، لا يشبه شيئاً ولا يشبهه شيء. والدليل عليه أن ما سواه خلقه
، ولو أشبهه شيء من خلقه لم يُعرف الخالق من المخلوق ، فيحتاج إلى مميّز يميّز
أحدهما عن الآخر ، والمميّز لا يكون إلّا قاهراً للمميّز حاكماً عليه ، والمقهور
المحكوم عليه لا يكون خالقاً غير مخلوق ؛ وقد بيّنّا أنه خالق غير مخلوق.
وأيضاً إذا كان
الخالق مثل المخلوق في شيء من ذاته أو صفاته ، احتاج إلى