اسم الکتاب : رسائل آل طوق القطيفي المؤلف : الشيخ أحمد آل طوق الجزء : 1 صفحة : 35
المقدمة
[ وهي ] مشتملة
على فائدتين :
الاولى : في معنى التوحيد
اعلم أن معنى
التوحيد أن تعتقد وحدانيّة الله تعالى في ذاته ، بأنه ليس كمثله شيء ، وفي صفاته
الذاتية التي وَصَف بها نفسه على لسان رسله بأنها عين ذاته العليّة ، بمعنى أن ليس
ذاته شيئاً وعلمه مثلاً أو سمعه أو بصره شيئاً آخر مستقلا بمعنًى ، حتّى إنه تعلم
ذاته أو تسمع أو تبصر بعلم أو بصر أو سمع هو غيرها ، فالذات شيء والعلم شيء آخر.
فهو تعالى وتقدّس ذات لها علم متّصف به مثلاً كما في المخلوق ، بل عين ذاته عين
علمه ، وحقيقة علمه هو ذاته ، فهو يعلم ويبصر ويسمع بذاته المقدّسة عن وصف
الجاهلين ؛ إذ لو لم يكن الأمر كذلك للزم أن تكون ذاته المقدّسة في نفسها خالية من
العلم مثلاً ، وإنما العلم صفة مغايرة لها ، فيلزم تعطيل الذات وخلوّها في حقيقتها
عن صفات الكمال ، وإنما كملت بشيء آخر.
وللزمه أيضاً
تركّب الواحد بكلّ اعتبار ووحدة حقيقته من ذات وصفة هي العلم مثلاً ، والتركيب
يفتقر إلى مركّب ، ويستلزم المِثل. وتعالى القيّوم الغنيّ بذاته عمّن سواه أن
يفتقر إلى خلقه المفتقر إليه بذاته ، أو يشبهه خلقه ؛ إذ ما سواه خلقه.
وإنما وصف نفسه
بصفاتٍ ، وسمّى نفسه بأسماء وعرّفنا إيّاها لندعوه بها ، ودلّنا
اسم الکتاب : رسائل آل طوق القطيفي المؤلف : الشيخ أحمد آل طوق الجزء : 1 صفحة : 35