من العلماء [١] ذهبوا إلى أن غير الطائفة المحقة كفار ، وأنهم مخلدون
في النار.
وقوله : (لأن
المؤمنين لا يخلدون) مسلم لكن خلاف في (المؤمنين) ، فالشيعة تزعم أن الإيمان إنما
يصدق على معتقد الحق من الاصول الخمسة ومنها عندهم إمامة الاثني عشر عليهمالسلام.
وقوله : (إن
مجرد الدخول مشترك) ممنوع.
وقوله : (ما من
فرقة إلّا وبعضها عصاة) مسلّم إلّا إن قوله : (والقول بأن معصية الفرقة الناجية
مطلقا مغفورة بعيد) ممنوع أشد المنع ، بل الظاهر ذلك : فإنما البعيد استبعاده ؛
فإن ظاهر الخبر يقتضيه.
وقوله : (لا
يبعد أن يكون المراد : استقلال لبثهم بالنسبة إلى سائر الفرق ترغيبا في تصحيح
الاعتقاد) أشد بعدا ؛ لأنه خلاف ما يتبادر إليه الفهم من الحديث.
والحق أن معنى
الحديث أن الفرقة الناجية لا تمسها النار أبدا ، وغيرها في النار إما خلودا أو
مكثا من غير خلود في الجميع أو في بعض الخلود وفي بعض بالمكث من غير خلود ، وهو
ظاهر من غير تكلف) [٢] انتهى المراد من نقل كلامه أفاض الله تعالى عليه [٣] شآبيب إكرامه.
وهو جيد ، إلّا
إن قوله في آخر كلامه : (إن ما عدا الفرقة الناجية في النار إما خلودا أو مكثا) ـ إلى
آخره ـ محل نظر ، فإن الخبر في افتراق الامة على ثلاث وسبعين فرقة وإن أجمل في بعض
رواياته تعيين الفرقة الناجية ، إلّا إنه عين في بعض آخر بكونها هي التابعة لوصي
ذلك النبي كما تقدم لك ذكره ، وطريق حمل المطلق على المقيد ، والمجمل على المبين
يقتضي الحكم بخلود غير تلك الفرقة