إن ولينا ليرتكب ذنوبا يستحق بها من الله العذاب ، فيبتليه الله [١] في بدنه
بالسقم حتى يمحص عنه الذنوب ؛ فإن عافاه في بدنه ابتلاه في ماله ، فإن عافاه في [٢] ماله ابتلاه
في ولده. فإن [٣] عافاه في ولده ابتلاه في أهله ، فإن عافاه في أهله
ابتلاه بجار سوء [يؤذيه] [٤] ، فإن عافاه من بوائق الدهر شدّد عليه خروج نفسه حتى
يلقى الله حين يلقاه ، وهو عنه راض قد أوجب له الجنة» [٥].
ومنها ما رواه
فرات بن أحنف قال : كنت عند أبي عبد الله عليهالسلام إذ دخل عليه [رجل] من هؤلاء الملاعين فقال : والله
لأسوءنه في شيعته ، فقال : يا أبا عبد الله ، أقبل إلي. فلم يقبل ، فأعادها فلم
يقبل عليه ، ثم أعاد الثالثة ، فقال : «ها أنا مقبل ، فقل ولن تقول خيرا». فقال : إن شيعتك يشربون النبيذ. فقال : «[و] ما بأس بالنبيذ؟
أخبرني
أبي عن جابر بن عبد الله أن أصحاب رسول الله صلىاللهعليهوآله يشربون النبيذ». قال : ليس أعنيك النبيذ ، وإنما أعنيك المسكر. فقال : «إن شيعتنا أزكى وأطهر
من أن تجري للشيطان في أمعائهم رسيس المسكر [٦]
، فإن فعل ذلك المخذول منهم فيجد ربّا رءوفا ، ونبيّا بالاستغفار عطوفا ، ووليا
عند الحوض ولوفا».
ثم قال الصادق عليهالسلام : «أخبرني أبي عن علي بن الحسين أبيه عن أبيه عن [٧] علي بن أبي
طالب عليهالسلام عن رسول الله صلىاللهعليهوآله عن جبرئيل عن الله عزوجل أنه قال : يا محمد ، إني حرّمت الفردوس على جميع
النبيين حتى تدخلها أنت وعلي وشيعتكما ، إلّا من اقترف منهم كبيرة ، فإني أبلوه في
ماله ، أو خوف من سلطانه ، حتى ألقاه بالرّوح