الأوّل
: في الجواب عن
الإشكال الأوّل. وقد اجيب عنه بوجوه :
أحدها
: ما نقل عن
العلّامة الفيلسوف والعماد المير محمد باقر الداماد ـ طيب الله تعالى مرقده ـ حيث
قال : (اعلم أن التردّد في أمر يكون سببه تعارض الأمر الداعي المرجّح في الطرفين ،
وأطلق المسبب هناك وأريد : السبب. ومعنى الكلام : أن قبض المؤمن بالموت خير
بالقياس إلى نظام الوجود ، وشر من حيث مساءته ، فهذه الشرّيّة العرضية الاضافية
روح أقوى ضروب الشريات بالعرض وأشد أفرادها ، [في] الأفاعيل الإلهية [التي]
خيراتها الجزيلة كثيرة ، وشرّيتها الإضافية قليلة لشرف المؤمن وكرامته عند الله
سبحانه وتعالى.
وبعبارة اخرى
وقوع الفعل بين طرفي [الخيريّة] [١] بالذات ولزومه الخيرات الكثيرة ، والشرّية بالعرض
وبالإضافة إلى طائفة من الموجودات هو المعبر عنه بالتردّد ؛ إذ الخيرية تدعو إلى
فعل الفعل ، والشرية إلى تركه ففي ذلك انسياق إلى تردّد ما.
فإذن المعنى :
ما وجدت شرية من الشرور اللازمة لخيرات كثيرة في أفاعيلي ، مثل شرية مساءة عبدي
المؤمن من جهة الموت ، وهو من الخيرات الواجبة في الحكمة البالغة الإلهية ، فما في
الشرور بالعرض اللازمة للخيرات الكثيرة أقوى شرية ، وأعظم من الشر بالعرض ، ولكن
الخير الكثير والحكمة البالغة في ذلك أحكم وأقوم وأقوى وأعظم) [٢] انتهى.