في معنى (التردّد) و «كنت
سمعه ...» في حديث الإسراء
روى ثقة
الإسلام قدسسره في (الكافي) بسنده عن الباقر عليهالسلام[١] قال : «لما اسري بالنبي صلىاللهعليهوآله قال : يا رب ما حال
المؤمن عندك؟ قال : يا محمد من أهان لي وليا فقد بارزني بالمحاربة ، وأنا أسرع شيء
إلى نصرة أوليائي ، وما ترددت في شيء أنا فاعله كترددي في [٢]
وفاة المؤمن ، يكره الموت وأكره مساءته. وإن من عبادي [٣]
من لا يصلحه إلّا الغنى ولو صرفته إلى غير ذلك لهلك ، وإن من عبادي من لا يصلحه
إلّا الفقر ولو صرفته إلى
[١] في الحديث
القدسي : «ما ترددت في شيء أنا فاعله كترددي في قبض روح المؤمن ، إني احب لقاءه
ويكره الموت فأصرفه عنه» [١].
وحيث إن التردّد في الأمر من الله محال ؛ لأنه من صفات المخلوقين ، احتيج في
الحديث إلى التأويل. وأحسن ما قيل فيه هو : إن التردّد وسائر صفات المخلوقين
كالغضب والحياء والمكر إن اسندت إليه تعالى يراد منها : الغايات لا المبادئ ،
فيكون المراد من فعل التردّد في هذا الحديث : إزالة كراهة الموت عنه. وهذا كما لو
يتقدمه أحوال كثيرة من مرض وسرقة وزمانة وفاقة ، وشدّة بلاء تهوّن على العبد
مفارقة الدنيا ، ويقطع عنها علاقته ؛ حتى إذا خلّي منها تحقق رجاؤه بما عند الله
فاشتاق إلى دار الكرامة. فأخذ المؤمن يتشبث في حب الدنيا شيئا فشيئا بالأسباب التي
أشرنا إليها [...] [٢]
المتردد من حيث الصفة [...] [٣].
اللهم اغفر لنا ولوالدينا. منه رحمهالله
، (هامش «ح»).