ابتداء العمل. وأما الواقع في أثنائه بعد [١] افتتاحه على
جهة الإخلاص فلا ، وهو خلاف المفهوم من الأخبار ؛ إذ لا فرق في إبطاله العمل
ومنافاته الإخلاص إذا وقع على أحد تلك المعاني بين الابتداء والأثناء.
والظاهر أن
المراد من العجب هنا : مجرد الوسوسة التي لا صنع للعباد فيها ، المسماة بالنزغ في
قوله سبحانه (وَإِمّا يَنْزَغَنَّكَ
مِنَ الشَّيْطانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللهِ)[٢] المأمور بالذكر عنده في قوله سبحانه (إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَوْا إِذا مَسَّهُمْ
طائِفٌ مِنَ الشَّيْطانِ تَذَكَّرُوا)[٣].
والمراد من
الخبر حينئذ أن الصلاة إذا بنيت على نية صحيحة ، فلا يضره ما دخله بعد ذلك على جهة
الوسوسة من الشيطان ، كما يشير إليه قوله عليهالسلام : «وليخسأ
الشيطان».
وثانيهما : أنه
ينبغي أن يعلم أنه لا ينبغي أن [٤] يدخل في باب العجب محبة الإنسان ظهور الخير له بين
الناس وسروره برؤيتهم له كذلك ، إذا لم يكن ذلك باعثا له على الفعل ، وكذلك مجرد
سروره هو بعمله.
أما الأوّل ،
فلما ورد في حسنة زرارة عن الباقر عليهالسلام قال : سألته عن الرجل يعمل الشيء من الخير ، فيراه
الناس ، فيسرّه ذلك ، قال عليهالسلام : «لا
بأس ، ما من أحد إلّا وهو يحبّ أن يظهر له في الناس الخير إذا لم يكن يصنع ذلك
لذلك»[٥].
وأما الثاني ،
فلما في رواية أبي العباس قال : قال أبو عبد الله عليهالسلام : «من سرته