وهذه الكتب
تعتبر من الاصول الأربعمائة التي ذكر المصنّف [٢] أنها بقيت حتى زمن السيد ابن طاوس رحمهالله. ومن أقدم ما وصل إلينا من كتب التفسير تفسير فرات
الكوفي المعاصر للكليني رحمهالله (من أعلام الغيبة الصغرى) ، ثم تفسير العياشي المتوفى سنة (٣٢٠) هـ ،
وتفسير القمي المتوفّى سنة (٣٢٩) هـ ، والتفسير المنسوب إلى الإمام أبي محمد الحسن
بن علي العسكري عليهمالسلام حيث جمعه محمد بن عليّ ابن محمد بن جعفر بن دقاق ،
وغيرها.
وهكذا الأمر في
بقية صنوف العلوم والمعرفة التي حرص أهل البيت عليهمالسلام على إيصالها للناس وفق الرسالة المناطة بهم والدور الذي
التزموا به كونهم امتداد خطّ الرسالة.
ويواصل الركب
مسيرته ، ويسير الخلف الصالح على منهاج سلفه الصالح ، وتتواصل الامّة فكريا ،
وهكذا يمتدّ حتى يصل إلى أزماننا المتأخرة ، حيث نهض لرفع لواء العلم ثلة مؤمنة
صالحة تسيّرها الغيرة على معالم الدين أن تنطمس وملامح المذهب أن تندرس ، وهو ما
أشار إليه المصنّف رحمهالله عند إشارته إلى تشكّي الشهيد الثاني قدسسره من زمانه وقلة حاملي العالم وكثرة المتفيقهين الذين نهى
الرسول صلىاللهعليهوآله عن متابعتهم بقوله : «إنّ أبغضكم إليّ الثرثارون المتفيقهون
المتشدقون ...»[٣].