الأردبيلي ـ طاب ثراه ـ في (شرح الإرشاد) [١] في مبحث الجاهل
بالقصر والإتمام ؛ حيث عرض في المقام بحديث حمّاد وهو لا يخلو عن غفلة.
تتمة تشتمل على
فوائد مهمة.
الفائدة
الاولى : الاحتياط إنما يكون عند الجهل بالحكم الشرعي
ينبغي أن يعلم
أن ما ذكرنا من وجوب [٢] الاحتياط على الجاهل بعد فقد العلم إنما هو بالنسبة إلى
جاهل الحكم الشرعي ؛ إذ لا يخفى أن الجهل إمّا أن يتعلّق بالحكم الشرعيّ ، أو
بجزئيّاته التي هي أفراد موضوعه.
والحكم في
الأول : الفحص والسؤال ، ومع عدم العلم الوقوف على جادة الاحتياط ، كما تقدّم ،
لما ورد في الآيات والروايات من وجوب البناء في الأحكام الشرعية على اليقين ،
كقوله سبحانه (أَلَمْ يُؤْخَذْ
عَلَيْهِمْ مِيثاقُ الْكِتابِ أَنْ لا يَقُولُوا عَلَى اللهِ إِلَّا الْحَقَّ)[٣]. مع قوله سبحانه (إِنَّ الظَّنَّ لا
يُغْنِي مِنَ الْحَقِّ شَيْئاً)[٤].
ومن الأخبار ما
رواه في (الكافي) عن زرارة قال : سألت أبا جعفر عليهالسلام : ما حق الله على العباد؟ فقال : «أن يقولوا ما يعلمون
، ويقفوا عند ما لا يعلمون»[٥].
[٥] الكافي ١ : ٤٣ /
٧ ، باب النهي عن القول بغير علم.
[٦] الكافي ١ : ٥٠ /
١٢ ، باب نوادر كتاب فضل العلم ، وفيه عن هشام بن سالم ، ونصّه : قلت لأبي عبد
الله عليهالسلام
ما حقّ الله على خلقه؟ فقال : «أن يقولوا ما يعلمون ، ويكفّوا عمّا لا يعلمون ؛
فإذا فعلوا ذلك فقد أدّوا إلى الله حقّه».