حقيقة الحال في تلك المسألة من غير اعتساف ، لئلا يغير المقلد بقول من يدعي
أشياء لا يقدر على بيان ما يدعيه ، وان بذل فيه كمال جهده وتمام مساعيه ، والله
يعصمنا من الخطإ والزلل ، كائناً ما كان منهما في القول والعمل ، انه ملهم العقل
وملقن الصواب ، ومنه المبدأ واليه المآب.
فوجدت الرسالة [١] التي ألفها
محمد بن المرتضى المدعو بمحسن قدسسره وأحسن اليه في كل موطن ، أشمل وأكمل من غيرها ، فتعرضت
لاقانيم ما فيها وملاكه وأصوله من كلام الله تعالى وتقدس ، وأمنائه المعصومين عليهمالسلام ورسوله صلىاللهعليهوآله ، مقتصراً عليها غير متجاوز عنها ، سوى ما يقتضي ذكره
التقريب أو يكون مما يوجب للناظر فيه التعجيب ، لان باقي كلامه تطويل بلا طائل ،
ومع ذلك ليس هو قدسسره به بقائل ، فحري بنا أن نتركه جملة واحدة مع ما فيه ،
لان من حسن اسلام المرء تركه ما لا يعنيه.
فأقول : وبالله
الهداية والرشاد ، ومنه التوفيق والسداد ، وبه تسهل صعاب الامور والشداد ، قال قدسسره في آخر المقدمة :
ونبدأ أولا
بكلام الله تعالى ، ثم نورد كلام رسول الله صلىاللهعليهوآله ، ثم كلام الائمة المعصومين عليهمالسلام ، والادلة الشرعية منحصرة عندنا في هذه الثلاثة ، ثم
ننقل كلام الفقهاء المشتهرين من القدماء والمتأخرين ، ونثبت به الاجماع المعتبر
عند القائلين به على الوجوب العيني ، ثم نأتي بالوجوه العقلية المعتبرة عند أهل
الرأي على ذلك ، والادلة الشرعية منحصرة [ عندهم ] في هذه الخمسة [٢].
[١] وهى رسالة
الشهاب الثاقب في وجوب صلاة الجمعة العينى ، للعلامة المحقق الحكيم المتأله صاحب
التآليف المشهورة المولى الاجل الفيض الكاشانى المتوفى سنة (١٠٩١) هـ ق.